أكد مصدر لبناني مطلع أن الأخبار التي تم تداولها في الأيام الأخيرة بشأن تحديد موعد نهائي لإعلان تشكيل الحكومة الجديدة ليست دقيقة، مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة المكلف يعمل وفق خطة مسبقة قد تؤدي إلى تأخير الإعلان عن التشكيلة الجديدة عدة أيام بسبب العقبات التي ظهرت مؤخرًا.
وأوضح المصدر أن التأخير في الإعلان عن الحكومة يعود إلى التحديات السياسية المستمرة التي تتعلق بحصص التمثيل في الحكومة، بما في ذلك التوزيع الطائفي والمناطقي، ما يجعل المهمة أكثر تعقيدًا.
من جانبه، شدد المحلل السياسي محمد العبد الله على أن التسريبات التي ظهرت عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في خلق صورة غير صحيحة حول مسار تشكيل الحكومة، وإذ تم الإعلان عن مواعيد نهائية وأسماء لم يتم التأكد من صحتها، مؤكداً أن كل هذه المعلومات ربما تكون تسريبات من بعض القوى السياسية أو رسائل مشفرة تهدف للتأثير على سير المفاوضات.
وأضاف العبد الله أن رئيس الحكومة المكلف، نواف سلام، يواجه تحديات حقيقية ليس فقط من الثنائي الشيعي كما كان متوقعًا، بل أيضًا من الكتل السياسية الأخرى التي كانت داعمة له في البداية، مثل كتلة القوات اللبنانية وكتلة نواب التغيير ونواب الطائفة السنية، وهذه الكتل عبّرت عن اعتراضاتها بسبب عدم تلبية التفاوض لمبدأ المساواة في التمثيل.
أما المحللة السياسية آلاء القاضي، فقد أوضحت أن الرئيس نواف سلام، بعد تجاوز أزمة حقيبة وزارة المالية مع الثنائي الشيعي، صادف تحديات أكبر مع الكتل المسيحية، خاصة التيار الوطني الحر الذي من المرجح أن يكون خارج الحكومة في المستقبل القريب، وهو ما سيدفعه للتحول إلى صفوف المعارضة.
وأشارت القاضي إلى أن حزب القوات اللبنانية عبّر عن استيائه من حجم تمثيله في الحكومة مقارنة بعدد نوابه، موضحة أن الحزب لديه تحفظات على بعض القضايا، منها طريقة تعامل الحكومة مع الثنائي الشيعي وتفويضه في ملف وزارة المالية، بالإضافة إلى الغموض في تنفيذ القرار 1701 وسلاح حزب الله.
وأضافت القاضي أن رئيس الحكومة المكلف يواجه صعوبة جديدة مع نواب التغيير، الذين كانوا من الداعمين الأوائل له، حيث أبدى هؤلاء النواب اعتراضات بسبب استبعادهم من العملية التشكيلية وعدم إشراكهم في اختيار الأسماء المطروحة.
أما بالنسبة للطائفة السنية، فقد أبدت الكتل السنية اعتراضاتها على انفراد الرئيس سلام بتمثيل نواب الطائفة، معتبرة أن ذلك يهمش حقوقهم ويفتقر إلى التوزيع المناطقي العادل، وهو ما أدى إلى إقصاء عدد كبير من النواب.
وفيما يتعلق بالعوامل الخارجية، أشارت القاضي إلى أن الأنظار تتجه الآن نحو التحرك الأمريكي، خاصة مع وصول المبعوثة الأمريكية إلى منطقة الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، حيث يُعتقد أن موقف الولايات المتحدة بشأن تمثيل حزب الله في الحكومة وحجم تأثيره سيكون له دور كبير في حل بعض العقبات السياسية المتعلقة بتوزيع الحقائب الحكومية وتحديد أولويات السياسات الداخلية والخارجية للبنان.