تواصل جثث الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال العنف في مدينة غوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، التكدس في الشوارع، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في المنطقة، مما يستدعي تحذيرات متزايدة من الأمم المتحدة.
في تصريحاته أمس الاثنين، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه العميق إزاء الوضع المتدهور في الكونغو الديمقراطية، محذرًا من تفاقم الأوضاع الصحية بسبب استمرار العنف في إقليم شمال كيفو، تحديدًا في غوما، مع اشتداد موسم الأمطار.
وأفاد المكتب الأممي بأن المشارح امتلأت بالكامل، بينما تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من تكدس المصابين، ما يزيد من تعقيد الوضع، وأشار إلى أن الجهود الإنسانية المبذولة لإضافة الكلور إلى المياه لمواجهة نقص المياه الصالحة للشرب تواجه صعوبة كبيرة، مما يدفع السكان للاعتماد على مياه غير معالجة من بحيرة كيفو، ما يزيد من المخاطر الصحية.
من جانب آخر، كشف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن تعرض العديد من المركبات التابعة للمنظمات الإنسانية والجهات الحكومية للاختطاف أثناء عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى تعرض مستودعات الإغاثة للنهب، كما لفت إلى أن مخيمات النازحين في المنطقة تعرضت للتخريب، مما أجبر العديد من الأسر على الفرار إلى مناطق أخرى في ظل نقص الخدمات الأساسية.
تعمل مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة على تعزيز خطط الطوارئ في الدول المجاورة مثل رواندا وأوغندا وبوروندي وتنزانيا، تحسبًا لموجات نزوح جديدة قد تهدد استقرار المنطقة.
في الوقت ذاته، أعلنت حركة “إم 23” المتمردة عن وقف إطلاق النار من جانب واحد لأسباب إنسانية، اعتبارًا من اليوم الثلاثاء، قبل القمة المرتقبة بين رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي والرئيس الرواندي بول كاغامي نهاية هذا الأسبوع في تنزانيا.
وكانت الحركة، التي تحظى بدعم من القوات الرواندية، قد سيطرت على مدينة غوما الأسبوع الماضي، ما أدى إلى توقف المعارك في المدينة التي يقطنها أكثر من مليون شخص، إلا أن القتال اشتعل في الأيام الأخيرة في إقليم جنوب كيفو المجاور، مما يثير القلق من تقدم قوات الحركة نحو مدينة بوكافو.