تغلّب على نوبات غضب طفلك: استراتيجيات عملية لبناء تواصل عاطفي فعّال

محمد مصطفى26 يناير 2025آخر تحديث :
غضب الاطفال

يواجه العديد من الآباء تحديًا مشتركًا يتمثل في التعامل مع نوبات غضب أطفالهم، حيث تتراوح ردود فعل الأطفال بين السلوكيات الجسدية العنيفة كالدفع والركل، والانفعالات الصوتية الشديدة كالصراخ والبكاء المُستمر، ما يُسبب مواقف مُحرجة ومُرهقة، خاصة في الأماكن العامة، لكن فهم طبيعة غضب الأطفال وتعلّم استراتيجيات التعامل معه يُمكن أن يُحوّل هذه التحديات إلى فرص لبناء تواصل عاطفي أقوى.

يُفسّر الخبراء في موقع “بيرنتس” صعوبة إدارة الغضب لدى الأطفال بأن أدمغتهم لا تزال في مرحلة النمو، ما يُؤثر على قدرتهم على تنظيم المشاعر القوية، ففي السنوات الأولى من العمر، يختبر الأطفال مشاعر مُكثفة، لكنهم يفتقرون إلى المهارات اللغوية والعقلية للتعبير عنها بشكل مُناسب، لذا من المهم التركيز على مُساعدتهم على تنظيم هذه المشاعر.

بدلًا من انتظار الطفل للتعبير عن غضبه بالكلام بشكل مُباشر، يُنصح بالتركيز على مُساعدته على تنظيم انفعالاته جسديًا، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام تقنيات التهدئة البسيطة، مثل تشجيع الطفل على أخذ أنفاس عميقة وبطيئة، أو توفير الراحة الجسدية من خلال العناق والاحتضان، ما يُساعده على استعادة هدوئه.

يُعتبر تقديم نموذج إيجابي للتعامل مع الغضب أمرًا أساسيًا، فالأطفال يتعلمون من مُلاحظة سلوك الكبار، لذا من المهم أن يُظهر الآباء كيفية التعامل مع غضبهم بطريقة صحية، كالتعبير عن المشاعر بالكلام الهادئ بدلًا من الصراخ أو الانفعال الشديد.

يُنصح الآباء بالتواصل مع أطفالهم بشكل فعّال خلال نوبات الغضب، باستخدام عبارات بسيطة تُعبّر عن تفهم مشاعرهم، مثل “أرى أنك تشعر بالغضب لأنك لم تحصل على اللعبة التي تُريدها، هذا أمر مُحبط”، ثم توجيههم نحو بدائل صحية للتعبير عن الغضب، كالتحدث عن مشاعرهم أو مُمارسة أنشطة تُساعد على الاسترخاء.

تُعدّ المُشاركة في تنظيم مشاعر الطفل، أو ما يُعرف بـ “التنظيم المُشترك”، استراتيجية فعّالة، حيث يتطلب ذلك من الوالدين البقاء هادئين وتقديم الدعم العاطفي والجسدي للطفل خلال نوبة الغضب، ما يُشعره بالأمان ويُساعده على استعادة السيطرة على نفسه.

مع الاستمرار في تطبيق هذه الاستراتيجيات، سيُدرك الطفل أن الغضب شعور طبيعي ومؤقت يُمكن التحكم فيه، وسيُطور تدريجيًا مهارات تنظيم المشاعر والمرونة العاطفية التي تُمكنه من التعامل مع المواقف المُختلفة بشكل أفضل.

يُشدد الخبراء في النهاية على أهمية الصبر والتفهم في التعامل مع غضب الأطفال، فمن خلال توفير بيئة داعمة ومُتفهمة، يُمكن للوالدين مُساعدة أطفالهم على تطوير مهارات صحية للتعبير عن مشاعرهم، ما يُساهم في نموهم النفسي والاجتماعي السليم.

الاخبار العاجلة