تعتبر عملية تسليم السلطة من رئيس منتخب إلى آخر أحد أبرز المظاهر الديمقراطية في الولايات المتحدة، التي تتجدد كل أربع سنوات، لتكون حجر الزاوية في الانتقال السلمي للسلطة، وهذا التقليد الذي يمارس منذ تأسيس البلاد، يتوج بتنصيب الرئيس الجديد في العشرين من يناير، والذي يعتبر يوم التنصيب الرسمي.
ورغم أن الدستور الأمريكي كان ينص في البداية على أن يتم التنصيب في الرابع من مارس، إلا أن التعديل العشرين لعام 1933 جعل العشرين من يناير هو التاريخ المحدد، تقليلاً للمدة الانتقالية بين الانتخابات وبداية ولاية الرئيس المنتخب.
شهدت حفلات التنصيب العديد من اللحظات التاريخية، أبرزها أول حفل تنصيب أقيم عام 1789 في نيويورك، حيث أدى جورج واشنطن اليمين ليصبح أول رئيس للولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين، مرّت الحفلات بتطورات تكنولوجية ملحوظة، فشهدت تصويرًا فوتوغرافيًا في 1857، ثم تسجيلًا فيديو في 1897، وصولًا إلى بثها على التلفزيون في 1949.
ومن بين المحطات المهمة، كان حفل تنصيب باراك أوباما في 2009، الذي سجل بداية عهد أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي، مشهدًا لا يُنسى، كما شهد يوم التنصيب في 2017 خطاب ترامب الذي أبرز التقدير لعملية الانتقال السلمي للسلطة.
وفي 2021، جرت ملاحظة غياب الرئيس ترامب عن حفل تنصيب خلفه جو بايدن، مما جعله أول رئيس منذ 150 عامًا يغيب عن هذا التقليد، ومع ذلك، تظل هذه العملية رمزًا للديمقراطية في الولايات المتحدة، رغم بعض الاستثناءات.