في وقت تتسارع فيه التطورات المرتبطة بالتصنيف الأمريكي للحوثيين كـ”منظمة إرهابية”، تزداد التساؤلات حول نية واشنطن في اتخاذ خطوات أوسع وأكثر تأثيرًا من مجرد هذا التصنيف، فالولايات المتحدة تعمل على بناء “معادلة ردع” لمواجهة تهديدات الحوثيين المتواصلة، بما في ذلك تهديداتهم للملاحة الدولية.
وفي هذا السياق، شدد رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، على ضرورة توسيع الشراكة الاستراتيجية بين المجتمع الدولي والحكومة اليمنية في مجالات متعددة، بما في ذلك البعد الدفاعي، لتعزيز الردع المشترك ضد النشاطات الإرهابية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي.
وأشار العليمي إلى أنه من الأهمية بمكان “إعادة تعريف الحوثيين كتهديد دائم”، مشددًا على أن الجماعة، حتى في حال توقفها عن شن الهجمات بشكل مؤقت، ستظل جاهزة للعودة إلى العمليات الإرهابية في أي وقت.
ومن جهته، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، على ضرورة الحفاظ على جهود المنظمة الدولية في دفع عملية السلام، حيث أن التصنيف الأمريكي للحوثيين قد يعيق أي مفاوضات مباشرة بين الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة، وأضاف غروندبرغ أنه ينتظر مزيدًا من التفاصيل حول القرار الأمريكي، مشيرًا إلى أن “هذا التصنيف قد يعطل أي محاولات للوساطة”.
على صعيد آخر، يتوقع أسامة الشرمي، وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أن تكون الفترة المقبلة محورية في تحديد التوجهات الإيرانية، مشيرًا إلى أن إيران قد تضغط على الحوثيين بشكل أكبر، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد الأزمة، والشرمي أضاف أنه إذا استمرت الميليشيا الحوثية في تهديد المصالح الدولية، فقد تلجأ واشنطن إلى اتخاذ إجراءات عسكرية مباشرة، على الرغم من صعوبة التنبؤ بتوقيت هذه العمليات، والتي قد تكون بالتنسيق مع دول المنطقة.
وفيما يخص الاستراتيجية الأمريكية، أكد سباستيان جوركا، مدير شؤون مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تفضل الحلول السلمية والدبلوماسية، لكنها مستعدة لاستخدام عقوبات أشد في حال فشل المساعي الدبلوماسية وظهور تهديدات مباشرة ضد القوات الأمريكية أو حلفائها.
من جهة أخرى، يرى سيف المثنى، مسؤول المناصرة في مركز واشنطن لحقوق الإنسان، أن واشنطن قد تتجه إلى تصعيد أكثر قوة ضد الحوثيين عبر فرض عقوبات إضافية، ورغم أن الضغط الاقتصادي يعد أداة رئيسية، إلا أن المثنى يشير إلى أن الحوثيين ما زالوا يعتمدون على الأسلحة المهربة عبر البحر، مما يجعل من الصعب تحجيم قدراتهم العسكرية عبر العقوبات فقط.
