أشعل الإعلامي الرياضي محمد الحارثي فتيل نقاش حادّ في الأوساط الرياضية بعد كشفه عن التشكيلة المثالية لدوري روشن للمحترفين، التي اعتمد فيها على معايير إحصائية صارمة.
إلّا أن هذه التشكيلة سرعان ما تحوّلت إلى ساحة حرب بين وجهات النظر المُتباينة، حيث انبرى النقاد والمُتابعون لتحليل الاختيارات وتفنيدها، مُركّزين بشكل خاص على مدى إنصاف هذه المعايير لبعض النجوم، وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
استند الحارثي في تشكيلته على الأرقام والإحصائيات المُسجّلة لكل لاعب خلال مُنافسات الدوري، مُعتبرًا أن هذه المعايير، التي تشمل المهارة الفنية واللياقة البدنية والذكاء التكتيكي والانضباط، هي الفيصل في تحديد الأفضل.
وقد دافع عن اختياراته مُشيرًا إلى أن تفوّق بعض اللاعبين في الأرقام، مثل نكودو لاعب ضمك على سالم الدوسري، حتّم وجودهم في التشكيلة، كما أكّد على الحضور القوي للاعبي الهلال والقادسية نظرًا لمُستوياتهم المُتميّزة.
إلّا أن الإعلامي محمد الشيخ قدّم قراءة مُغايرة لهذه التشكيلة في تصريحات تلفزيونية، حيث شكّك في مدى دقة الاعتماد على الإحصائيات وحدها، مُعتبرًا أنها قد تُعطي صورة غير كاملة عن أداء اللاعب.
وقدّم الشيخ أمثلة على ذلك، ففي مركز حراسة المرمى، أثنى على تألّق رايكوفيتش حارس الاتحاد، لكنّه أشار إلى أن كاسيليس حارس القادسية يتفوّق عليه في عدد مرات الحفاظ على نظافة الشباك، وفي خط الدفاع.
أشاد بقيمة سيماكان في دفاع النصر، لكنّه رأى أن كاليدو كوليبالي كان له تأثير أكبر في قيادة الهلال للصدارة.
أمّا النقطة الأكثر إثارة للجدل في تحليل الشيخ، فكانت حول اختيار الحارثي للثنائي الهجومي كريم بنزيما وكريستيانو رونالدو.
حيث أوضح الشيخ أن الأرقام قد تُخفي بعض الحقائق، فرونالدو سجّل 13 هدفًا، لكن 6 منها جاءت من ركلات جزاء، وهي أهداف لا تُعبّر بالضرورة عن تفوّقه على مُهاجمين آخرين يُسجّلون أهدافًا من اللعب المفتوح، وبناءً على ذلك.
يرى الشيخ أن رونالدو قد لا يستحق التواجد في التشكيلة المثالية إذا تمّت مُقارنته بلاعبين آخرين بمعايير أكثر شمولية.
يُذكر أن رونالدو قد سجّل مؤخرًا هدفين في فوز النصر على الخليج بنتيجة 3-1 في الجولة الماضية من الدوري، ليتصدّر قائمة هدافي الدوري برصيد 13 هدفًا، يليه ميتروفيتش نجم الهلال برصيد 12 هدفًا.
ويُثير هذا النقاش تساؤلات حول المعايير الأمثل لاختيار التشكيلة المثالية، وهل يجب الاكتفاء بالأرقام والإحصائيات أم يجب الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى مثل التأثير في أداء الفريق والروح القيادية والمهارات الفردية التي لا تُحصيها الأرقام دائمًا.