في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على غرينلاند بهدف ضمها للولايات المتحدة، أظهر استطلاع جديد للرأي في الجزيرة أن الغالبية العظمى من السكان يعارضون هذا الاقتراح، فقد بين الاستطلاع الذي أجرته صحيفتا “سيرميتسياك” في غرينلاند و”بيرلينجسكي” في الدنمارك أن 85% من سكان المنطقة شبه المستقلة يرفضون فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة.
على الرغم من هذه المعارضة الواضحة، يصر ترامب على أن غرينلاند في النهاية ستكون جزءًا من الولايات المتحدة، معبرًا عن اعتقاده بأن سكان الجزيرة، الذين يقدر عددهم بحوالي 57 ألف شخص، يرحبون بهذه الفكرة، وكان قد صرح مؤخرًا للصحفيين أنه واثق من “أن الولايات المتحدة ستتمكن من الحصول على الجزيرة القطبية الشمالية”.
ووفقًا للاستطلاع الذي شمل 497 شخصًا بالغًا في غرينلاند، أيد 6% فقط من المشاركين فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة، بينما قال 9% إنهم لم يقرروا بعد، وهذه الأرقام تعكس الإصرار الواسع في غرينلاند على الحفاظ على وضعها المستقل، على الرغم من المحاولات المستمرة من قبل الإدارة الأمريكية لضمها.
تزامن نشر الاستطلاع مع زيارة رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن إلى ثلاث عواصم أوروبية، حيث أكدت أنها تلقت دعمًا قويًا من الزعماء الأوروبيين في مواجهة ضغوط ترامب، وأن هناك “رسالة واضحة” مفادها ضرورة احترام سيادة الأراضي، وقد صرحت فريدريكسن في باريس بأن هناك تأكيدات من القيادة الأوروبية بأن “الأراضي وسيادة الدول يجب أن تُحترم”.
وفيما يتعلق بالتهديدات المحتملة، أكدت فريدريكسن في تصريحات لها في بروكسل أنه “لا يوجد ما يثير القلق بشأن تهديد عسكري لغرينلاند أو الدنمارك”، ورغم ذلك، لم تستبعد إدارة ترامب اللجوء إلى القوة العسكرية، حيث أشار نائب الرئيس الأمريكي مايكل بنس في وقت سابق إلى أنه “لا يعتقد أن التدخل العسكري سيكون ضروريًا”.