يُحوم الغموض حول المُستقبل القريب للنجم البرازيلي نيمار دا سيلفا مع نادي الهلال السعودي، حيث تُشير التطورات الأخيرة إلى إمكانية رحيله عن الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية، وسط تكتّم شديد من إدارة النادي حول تفاصيل الوضع، وتُطرح تساؤلات حول الكيفية التي سيتعامل بها الهلال مع هذا الملف الشائك، خاصّةً في ظلّ قيمة الصفقة الكبيرة والراتب الفلكي الذي يتقاضاه اللاعب.
لم يتمكّن نيمار من تقديم الإضافة المرجوة مع الهلال منذ قدومه في صيف 2023، حيث عانى من سلسلة من الإصابات التي حدّت من مُشاركاته مع الفريق، واقتصر ظهوره على عدد قليل من المُباريات، مُسجلًا هدفًا واحدًا وصانعًا ثلاثة أهداف أخرى، هذا الوضع دفع إدارة النادي إلى إعادة التفكير في جدوى استمرار اللاعب، خاصّةً مع التكاليف المالية الباهظة المُترتّبة على عقده.
يُعدّ عدم قيد نيمار في القائمة المحلية للفريق مؤشرًا قويًا على رغبة الهلال في التخلّص منه، حيث يعني ذلك عدم مُشاركته في مُنافسات الدوري السعودي، وقد أثارت هذه الخطوة الكثير من التساؤلات والاستغراب لدى الجماهير والمُحلّلين، الذين اعتبروا أن التعاقد مع لاعب بحجم نيمار ثمّ إبقائه خارج القائمة المحلية أمر غير منطقي، وعلى الرغم من تصريحات المُدرّب جورجي جيسوس التي تُفيد برغبته في الاعتماد على نيمار في كأس العالم للأندية 2025، إلّا أن هذا القرار يُثير الشكوك حول مدى إمكانية حدوث ذلك في ظلّ وضع اللاعب الحالي.
يُمثّل الراتب الضخم الذي يحصل عليه نيمار، والذي يُقدّر بمبالغ طائلة سنويًا، عبئًا كبيرًا على ميزانية النادي، ويُعتبر من أعلى الرواتب في تاريخ كرة القدم، ممّا يُشكّل تحديًا لإدارة الهلال التي تسعى إلى تحقيق التوازن المالي، والتخلّص من هذا الراتب سيُوفّر للنادي مبالغ كبيرة يُمكن استثمارها في تعزيز صفوف الفريق بلاعبين آخرين في مراكز يحتاجها الفريق.
تُشير بعض المصادر إلى أن الهلال مُستعد للسماح لنيمار بالرحيل بشكل فوري في حال تنازله عن جزء من مُستحقاته المالية المُتبقية، ويُعتبر هذا الخيار بمثابة حلّ وسط يُرضي جميع الأطراف، حيث يتخلّص الهلال من العبء المالي، ويحصل نيمار على فرصة الانتقال إلى نادٍ آخر، وقد يكون ناديه السابق سانتوس أحد الخيارات المُطروحة.
بشكل عام، يبدو أن إدارة الهلال تسعى لإيجاد حلّ يُقلّل من الخسائر الناتجة عن صفقة نيمار، سواء من خلال بيعه أو إعارته أو التوصّل إلى اتفاق معه بالتنازل عن جزء من مُستحقاته، ويبقى المُستقبل كفيلًا بالكشف عن السيناريو الذي سيتمّ اعتماده، وما إذا كان نيمار سيستمر في صفوف الفريق أم سيُغادر إلى وجهة جديدة.