معاناة إسراء بري.. بين الأسر والهروب من الموت في سجون الاحتلال

آمنة مجدي22 يناير 2025آخر تحديث :
نجل الأسيرة إسراء مصطفى بري

في مشهد يكاد يكون جزءًا من رواية درامية، عاش سكان قطاع غزة ومنطقة الضفة الغربية فصولًا مأساوية من المعاناة، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة، فأحداث عنف واعتداءات لم تقتصر على الأضرار المادية فحسب، بل امتدت إلى الأرواح التي تُحرق تحت وطأة الحروب والقمع.

واحدة من أبرز قصص الصمود كانت للسيدة إسراء مصطفى بري، التي بدأت رحلتها مع المعاناة بعد أن جرى اعتقالها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

إسراء، التي كانت قد هربت مع أطفالها من القصف الذي عصف بغزة، ظنت أنها قد نجت عندما انتقلت إلى الضفة الغربية، لكن المفاجأة كانت عندما اجتاحت قوات الاحتلال منزلها في الضفة الغربية، وقامت باعتقالها بطريقة وحشية، لتعود إلى سجون الاحتلال مرة أخرى.

كما أكد نجلها فخري بري، فقد عاش هو وعائلته في حالة من الذهول عندما اقتحم الجنود منزلهم في جنين في نوفمبر الماضي، دون أي تحذير أو توجيه تهم، اقتادتهم القوات الإسرائيلية في ظل أجواء من التوتر والترقب، “بعدوا عن أولادي” كانت العبارة الوحيدة التي رددتها إسراء، بينما كانت تتعرض للضرب والاعتقال، غير آبهة بما يحدث لها، بل كان همها الأول هو حماية أطفالها.

لم يكن العذاب الذي عاشته إسراء في سجون الاحتلال أمرًا عابرًا، ولمدة 60 يومًا، عاشت حياة مليئة بالآلام والعذابات، فمع مرضها التنفسي وضيق النفس، كانت تعيش في غرفة مغلقة تمامًا، حيث كان يتم إدخال الغازات السامة إليها بشكل متعمد، مع تقديم طعام غير صالح، كل ذلك جعل إسراء تشعر وكأنها تحتضر ببطء، لكن آمالها في الخروج لم تموت.

بعد مرور 60 يومًا من العذاب، تم تحرير إسراء ضمن صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس، ولكنها خرجت من السجن غير قادرة على إخفاء آثار الألم والفزع الذي عاشت فيه، وكانت تردد مرارًا “إذا حكيت شي راح ياخدوني مرة تانية”، في إشارة إلى التهديدات التي تلقتها أثناء الإفراج عنها.

في السياق ذاته، قامت هيئة السجون الإسرائيلية بالإفراج عن 90 أسيرًا فلسطينيًا من سجن عوفر العسكري، وسط أجواء من الأمل والحزن بين الأسرى المفرج عنهم وعائلاتهم.

الاخبار العاجلة