بصوت يملؤه الأسى، يروي أسامة عيد ظريف تفاصيل سقوطه ضحية لمنصة FBC التي أوهمته بتحقيق أرباح خيالية، قبل أن تتحول إلى كابوس أودى بكل ما يملك، بل وأغرقه في الديون، ولم يكن وحده في هذه المحنة، فمئات الأشخاص من محافظة الفيوم تعرضوا للخداع، بعدما استثمروا مدخراتهم وحتى أموالًا مقترضة في هذه المنصة الوهمية، التي بدأت بوعود مغرية ثم اختفت فجأة، تاركة وراءها ضحايا يواجهون واقعًا ماليًا مدمرًا.
كان أسامة يبحث عن فرصة لتحسين دخله، خاصة أنه يعيل طفلين يعانيان من مشكلات في السمع، ويحتاج كل منهما إلى رعاية طبية مكلفة، وفي البداية، بدا أن الأمور تسير كما وعدت المنصة، حيث حقق بعض الأرباح التي زادت من ثقته بها، ودفعه ذلك إلى استثمار مبلغ 23 ألف جنيه، لكن سرعان ما تبدد كل شيء عندما توقفت المنصة عن دفع الأرباح، ثم اختفت بالكامل، ليجد نفسه غارقًا في خسائر فادحة.
تكررت القصة مع العديد من الضحايا، حيث بدأت المنصة بدفع أرباح أولية لكسب ثقة المستثمرين، ما دفع الكثيرين إلى ضخ مزيد من الأموال، بل والاقتراض لزيادة استثماراتهم، ومع تضاعف حجم الإيداعات، اختفت المنصة فجأة، وتركت مئات الأسر في مواجهة ديون ثقيلة وخسائر موجعة.
يطالب الضحايا الجهات المختصة بسرعة التدخل للقبض على المسؤولين عن هذا الاحتيال واسترداد أموالهم، كما يدعون إلى تعزيز الوعي بمخاطر الاستثمار في المنصات غير الموثوقة، لمنع وقوع المزيد من الضحايا في فخاخ مماثلة.
“خسرنا كل شيء، نريد العدالة واستعادة حقوقنا”
هذه الكلمات يلخص أسامة ومعه مئات المتضررين معاناتهم، في انتظار تحرك يعيد إليهم ولو جزءًا مما فقدوه.
