تجمعت حشود ضخمة في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأحد، لتشييع الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، بعد أشهر من مقتله في غارة إسرائيلية، في حدث عكس رمزية كبيرة للجماعة المدعومة من إيران.
يؤكد مراقبون أن الحشد الكبير يعكس حجم التأييد الشعبي للحزب، لكنه يثير تساؤلات حول تداعيات غياب نصر الله على المشهد السياسي والميداني، ويرى محللون أن التحدي الرئيسي أمام حزب الله يكمن في قدرته على منع تحول الضربة العسكرية إلى خسارة سياسية، خصوصًا بعد التوترات الأخيرة مع قوات اليونيفيل والجيش اللبناني، والتي أظهرت مواقف أكثر حزمًا من قبل السلطات اللبنانية.
اختيار موقع الضريح قرب مطار بيروت يحمل دلالات استراتيجية، حيث يسعى الحزب لجعل المكان رمزًا مؤثرًا قد يستخدمه كورقة ضغط مستقبلية، كما أن مرور الجنازة عبر شوارع تحمل أسماء شخصيات بارزة في المحور الإيراني والسوري يعزز الرسائل التي أراد الحزب إيصالها من خلال التشييع.
نصر الله كان شخصية محورية في حزب الله، بفضل كاريزماه وقدرته على التأثير الجماهيري، مما يجعل غيابه اختبارًا حقيقيًا للحزب، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والداخلية المتزايدة.
