في أجواء مشحونة بالتوتر الأمني والسياسي، يستعد حزب الله اليوم الأحد لتنظيم مراسم تشييع ضخمة لأمينه العام السابق حسن نصرالله، الذي قُتل في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر الماضي.
ومن المتوقع أن تشهد العاصمة اللبنانية شللاً جزئيًا بسبب تدفق الآلاف من أنصار الحزب من مختلف المناطق إلى مدينة كميل شمعون الرياضية، حيث ستنطلق المراسم ظهرًا قبل أن يتوجه المشيعون نحو موقع الدفن المستحدث بالقرب من مطار رفيق الحريري.
والتوترات الأمنية رافقت الحدث منذ يوم أمس، حيث اندلعت اشتباكات في منطقة الطريق الجديدة ذات الأغلبية السنية، إثر دخول مجموعة من مناصري الحزب حاملين أعلامه وصور نصرالله، مما أثار قلقًا من احتمال تصاعد المواجهات خلال التشييع.
كما أثار الحدث موجة انتقادات واسعة في الأوساط اللبنانية، حيث اعتبر البعض أن حزب الله يسعى لتحويل التشييع إلى استعراض قوة، خصوصًا بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في الحرب الأخيرة.
الحضور اللافت لفصائل عراقية ومسؤولين حوثيين زاد من حدة الجدل، إذ رأى معارضو الحزب أن هذه المشاركة تعكس طبيعة ارتباطه بالمحور الإيراني، في المقابل تساءل العديد من اللبنانيين عن مصدر التمويل الضخم الذي أُنفق على تنظيم الحدث، في وقت تعاني فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة، ولا يزال آلاف اللبنانيين مشرّدين جراء الحرب الأخيرة.
ويمثل التشييع أول تجمع جماهيري للحزب منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل في 27 نوفمبر 2024، وهو ما يعتبر اختبارًا فعليًا لحجم نفوذه السياسي والشعبي بعد الضربات التي تلقاها، لا سيما مع فقدانه عددًا من كبار قادته، وعلى رأسهم خليفة نصرالله، هاشم صفي الدين، الذي سيتم دفنه غدًا في جنوب لبنان.
وفي ظل هذه التحديات، دعا الأمين العام الحالي لحزب الله، نعيم قاسم، أنصاره إلى المشاركة بكثافة، مؤكدًا أن التشييع يجب أن يكون “رسالة دعم وتأكيد على استمرار المسيرة”.