في خطوة تحمل رسائل متعددة، سلمت حركة حماس ستة أسرى إسرائيليين، السبت، ضمن الدفعة السابعة من عملية التبادل، ولأول مرة، تم التسليم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث أُطلق سراح تال شوهام، الذي أُسر خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، وأفراهام منغستو، الذي دخل غزة طوعًا عام 2015 واحتجزته حماس منذ ذلك الحين.
وشهد موقع التسليم حضورًا مكثفًا لمقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، وسط تجمهر عدد من الفلسطينيين، وقد تم إعداد منصة خاصة للمراسم، حملت صورة بارزة لرئيس المكتب السياسي السابق للحركة يحيى السنوار، الذي قُتل خلال اشتباكات في رفح في أكتوبر 2024، كما تضمنت المنصة صورة لموقع “كرم أبو سالم” العسكري، حيث أسرت حماس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، في عملية انتهت عام 2011 بصفقة تضمنت الإفراج عن 1050 أسيرًا فلسطينيًا، أعادت إسرائيل اعتقال عدد كبير منهم.
ورفعت حماس أيضًا صورًا للجندي الإسرائيلي هدار غولدن، الذي أسرته خلال حرب غزة عام 2014، ومن المتوقع أن يتم تسليم جثمانه في الدفعة المقبلة الخميس المقبل، إلى جانب ذلك، عرضت الحركة أسلحة استولت عليها من الجيش الإسرائيلي خلال معارك 7 أكتوبر والاشتباكات المستمرة في رفح، التي شهدت أطول عملية برية إسرائيلية في الحرب، امتدت لثمانية أشهر.
وفي مايو 2024، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية اجتياح واسعة لمدينة رفح، انسحب منها لاحقًا مع دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ، ومع ذلك، لا يزال يحتفظ بوجوده العسكري في المناطق الحدودية الشرقية وفي محور فيلادلفيا، الفاصل بين غزة ومصر.
وفي سياق متصل، أقامت حماس منصة أخرى في مخيم النصيرات وسط القطاع لتسليم أربعة أسرى آخرين: إيليا ميمون، إسحاق كوهن، عمر شيم توف، وعومر فنكرت، بالإضافة إلى هشام السيد، الذي دخل غزة عام 2014 وتم احتجازه منذ ذلك الوقت، واحتوت المنصة على شعارات بارزة، منها عبارة بثلاث لغات تقول: “الأرض تعرف أهلها من الغرباء مزدوجي الجنسية”، كما رُفعت صور لعدد من القادة العسكريين البارزين الذين قُتلوا خلال الحرب.
مخيم النصيرات كان أيضًا مسرحًا لعملية إسرائيلية عنيفة في يونيو 2024، حيث تسللت وحدة خاصة إسرائيلية لتحرير أربعة أسرى، ما أسفر عن مقتل أكثر من 280 فلسطينيًا.
بهذا التسليم، تختتم حماس المرحلة الأولى من صفقة التبادل، التي شملت 33 أسيرًا، 25 منهم أحياء، بينما من المقرر أن تسلم جثامين أربعة آخرين الخميس المقبل، في إطار استكمال تنفيذ الاتفاق.