مفاوضات في الظل.. هل ينجح ترامب في إنهاء الحرب الأوكرانية؟

آمنة مجدي11 فبراير 2025آخر تحديث :
دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

وسط تصاعد التوترات الدولية، تزداد التساؤلات حول طبيعة الاتصالات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا وعدم تنفيذ ترامب لوعده الانتخابي بإنهاء النزاع خلال 24 ساعة من وصوله إلى البيت الأبيض.

وفي الأيام الأخيرة، أشار ترامب إلى اتصالات هاتفية جمعته مع بوتين، حيث ناقشا خلالها احتمالات إنهاء الحرب، إلا أن الكرملين لم يعلّق رسميًا على هذه المحادثات، ما أثار الغموض حول ما يجري خلف الكواليس.

الضبابية التي تحيط بهذه المباحثات أثارت تكهنات حول ما إذا كانت هناك تفاهمات غير معلنة بين موسكو وواشنطن، خصوصًا أن ترامب أكد أن بوتين لديه رغبة في تقليل الخسائر البشرية، لكنه لم يكشف عن تفاصيل واضحة بشأن أي مبادرات سلام محتملة.

وفي المقابل، يرى محللون أن هذه المحادثات قد تكون مقدمة لترتيبات دبلوماسية أوسع، لكنها لن تفضي إلى تسوية سريعة نظرًا لتعقيد المشهد السياسي والعسكري.

المحلل السياسي نبيل رشوان أوضح أن الاتصالات بين الجانبين لا تتم بالضرورة على المستوى الرئاسي المباشر، بل عبر قنوات دبلوماسية تسعى إلى وضع إطار أولي لأي مفاوضات مستقبلية.

وأشار إلى أن أي تفاهم بين موسكو وواشنطن بشأن الحرب الأوكرانية يتطلب وقتًا طويلًا وترتيبات معقدة، خصوصًا في ظل المصالح الاستراتيجية المتشابكة للطرفين.

في السياق ذاته، يرى خبراء أن ترامب الذي يعتمد في سياسته الخارجية على نهج اقتصادي قد يسعى إلى تحقيق مكاسب استراتيجية من خلال التفاوض على صفقات تشمل موارد اقتصادية مهمة، مثل المعادن النادرة التي تمتلكها روسيا وأوكرانيا.

على الجانب الآخر، يعتقد المحلل السياسي محمود الأفندي أن عدم إعلان موسكو رسميًا عن هذه الاتصالات لا يعني عدم وجودها، بل قد يكون ذلك جزءًا من استراتيجية سياسية لتجنب التصعيد العلني، وأشار إلى أن تراجع كييف عن استخدام بعض الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى ضد روسيا قد يكون مؤشرًا على تفاهمات ضمنية بين واشنطن وموسكو.

كما أن الغموض الذي يحيط بهذه المحادثات قد يكون مرتبطًا برغبة بوتين في الحفاظ على استقرار الجبهة الداخلية وعدم إظهار أي تنازلات مبكرة.

التكهنات حول احتمال التوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب تتزايد، خاصة مع ظهور تسريبات تفيد بأن خطة ترامب لإنهاء النزاع قد تمتد إلى 100 يوم من الترتيبات الدبلوماسية والعسكرية، ومع ذلك فإن أي حل نهائي يتطلب محادثات متعددة المستويات تشمل قادة الدول والأجهزة الأمنية والدبلوماسية، في ظل وجود أطراف أخرى قد تسعى لإفشال أي تسوية.

مراقبون يرون أن موسكو لا تمانع إنهاء الحرب، لكنها تبحث عن تسوية تحقق لها ضمانات أمنية طويلة الأمد، وهو ما يجعل المفاوضات أكثر تعقيدًا، وفي الوقت نفسه، فإن موقف ترامب من الأزمة قد يكون مرتبطًا بحسابات داخلية تتعلق بإعادة انتخابه، حيث يسعى لإثبات قدرته على حل الأزمات الدولية بفاعلية.

الاخبار العاجلة