بولتون يقترح إنهاء حل الدولتين: غزة لمصر والضفة للأردن

آمنة مجدي10 فبراير 2025آخر تحديث :
مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون

يرى مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، أن فكرة حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين لم تعد قابلة للتطبيق، مقترحًا بديلًا جديدًا يقوم على ما أسماه “حل الدول الثلاث”، والذي يشمل إعادة غزة إلى السيادة المصرية، وتقاسم الضفة الغربية بين إسرائيل والأردن، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن وتحقيق استقرار اقتصادي للفلسطينيين.

وفي مقال نشرته صحيفة “التلغراف” البريطانية، أشار بولتون إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 4 فبراير، أثارت موجة واسعة من الجدل، خاصة فيما يتعلق بإمكانية استخدام القوة العسكرية الأمريكية في غزة، وهو ما سارعت إدارته لاحقًا إلى نفيه.

وأوضح بولتون أن ترامب، رغم تراجعه عن فكرة التدخل العسكري، كان جادًا في تصريحه حول ضرورة فرض سيطرة جديدة على غزة، لكنه لم يوضح آلية تحقيق ذلك، مشيراً إلى أن الضجة الإعلامية التي أعقبت تصريحاته صرفت الانتباه عن القضايا الأهم، وعلى رأسها رفض إعادة توطين سكان غزة داخل القطاع، على الأقل في المستقبل القريب.

واعتبر بولتون أن طرح ترامب الأول بشأن “تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط” يفتقر إلى رؤية استراتيجية واضحة، ويشبه اقتراحه السابق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بتحويل شواطئ كوريا الشمالية إلى منتجعات سياحية، وهو أمر غير واقعي، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية المعقدة التي تواجه غزة.

كما حذر بولتون من أن استمرار الهدنة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس يسمح للأخيرة بإعادة تنظيم صفوفها، ما يعني أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لم تتمكن من القضاء على نفوذها بشكل كامل، وهو ما يجعل احتمالية استئناف الحرب بعد انتهاء المفاوضات واردة بقوة، مما يعرقل أي فرصة لتحقيق استقرار طويل الأمد في القطاع.

وأضاف أن غزة، التي نشأت كنتيجة للحرب العربية-الإسرائيلية عام 1948، لم تكن يوماً ذات جدوى اقتصادية حقيقية، مما يجعل إعادة إدارتها من قبل مصر خيارًا أكثر استدامة من استمرارها ككيان مستقل.

أما فيما يتعلق بالضفة الغربية، فقد أشار بولتون إلى أن تقاسم إدارتها بين إسرائيل والأردن يمكن أن يكون بديلاً واقعياً عن حل الدولتين، الذي لم يعد يحظى بدعم واسع حتى داخل إسرائيل.

وأكد أن استمرار الاعتماد على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ساهم في إدامة أزمة اللاجئين، مقترحًا نقل مسؤولية اللاجئين الفلسطينيين إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تعتمد نهجًا مختلفًا يقوم على إعادة التوطين أو الدمج في الدول المستضيفة.

ورأى بولتون أن هذا التغيير لن يكون على حساب الفلسطينيين، بل سيمنحهم حقوقًا وفرصًا اقتصادية مماثلة لتلك التي حصل عليها لاجئون آخرون منذ الحرب العالمية الثانية.

واختتم مقاله بالقول إن تصريحات ترامب الأخيرة، رغم الجدل الذي أثارته، قد تكون بداية لنقاش جاد حول ضرورة إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية، مؤكداً أن التمسك بالحلول التقليدية لن يؤدي إلا إلى استمرار الأزمات دون أي أفق حقيقي لإنهائها.

الاخبار العاجلة