شهد قطاع غزة اليوم السبت تطورًا جديدًا في ملف تبادل الأسرى، حيث قامت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بتسليم ثلاثة رهائن إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة دير البلح، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في وسط القطاع منذ بدء المواجهات الأخيرة.
جرت عملية التسليم وسط إجراءات أمنية مشددة، وبدأت بقراءة بيان رسمي من أحد عناصر كتائب القسام يعلن فيه قرار الإفراج، تبع ذلك توقيع وثائق إخلاء السبيل بين ممثل الحركة والصليب الأحمر لضمان توثيق العملية رسميًا.
خلال المراسم، ظهر مقاتلو القسام وهم يحملون أسلحة إسرائيلية متنوّعة، من بينها بنادق قنص “الغول”، رشاشات ثقيلة “PKC”، بالإضافة إلى بنادق M16 وكلاشينكوف، كما حملوا قذائف الياسين 105 المضادة للدروع، في مشهد عكس مدى التسلح الذي تمتلكه الحركة في غزة.
هذه العملية جاءت ضمن إطار اتفاق التبادل الخامس بين الجانبين، والذي يقضي بإطلاق سراح دفعة جديدة من المعتقلين الفلسطينيين مقابل الإفراج عن رهائن إسرائيليين تحت إشراف دولي.
الرئاسة الإسرائيلية، إلى جانب منتدى عائلات الرهائن، أكدت هوية المفرج عنهم وهم أور ليفي (34 عامًا)، إيلي شرابي (52 عامًا)، وأوهاد بن عامي (56 عامًا) الذي يحمل الجنسية الألمانية إلى جانب الإسرائيلية.
بعد تسلمهم من قبل الصليب الأحمر، تم نقل الرهائن إلى نقطة تسليم أخرى تمهيدًا لإعادتهم إلى إسرائيل، وسط إجراءات مشددة لضمان سلامتهم، في الوقت نفسه، استمرت التحركات الدبلوماسية لتأمين تنفيذ باقي مراحل الاتفاق، خاصة مع وجود قائمة طويلة من المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم خلال المرحلة القادمة.
تضم هذه الدفعة 183 معتقلًا فلسطينيًا، من بينهم قيادات بارزة من حماس وفصائل أخرى، وقد أثار هذا الاتفاق جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث اعتبر البعض أن الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين قد يعزز موقف الفصائل المسلحة في غزة.
رغم تصاعد الشكوك حول إمكانية استمرار الصفقة، خاصة بعد مقترح أمريكي بوضع غزة تحت إدارة دولية بعد انسحاب إسرائيل، إلا أن تأكيد حماس على قائمة الرهائن الثلاثة يوم الجمعة بدّد المخاوف، مما سمح بمواصلة تنفيذ بنود الاتفاق دون عراقيل.
على مدار الأيام الماضية، شهدت غزة أربع عمليات تبادل سابقة تم بموجبها الإفراج عن 18 رهينة إسرائيليًا مقابل 600 معتقل فلسطيني، وذلك في إطار الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل دبلوماسي للأزمة المستمرة، ومع تنفيذ العملية الخامسة اليوم، تتزايد التوقعات بشأن استكمال تنفيذ الاتفاقات المتبقية، في ظل مساعٍ دولية لتجنب انهيار التفاهمات الحالية بين الطرفين.
