أفادت التقارير الصحفية أن شركة آبل قد اتخذت قرارًا مفاجئًا بإلغاء مشروعها لتطوير نظارات الواقع المعزز، والذي كان يحمل الاسم الرمزي N107، ويأتي هذا القرار في وقت لا يزال فيه منافسوها مثل ميتا بقيادة مارك زوكربيرج يواصلون تعزيز مشاريعهم في هذا المجال، مستفيدين من النجاح اللافت لنظاراتهم الذكية “Ray-Ban” التي حققت مبيعات تجاوزت المليون وحدة.
وحسب وكالة بلومبيرغ، كان من المفترض أن توفر نظارات آبل للواقع المعزز تجربة مشابهة لنظارة Vision Pro لكن بتصميم أصغر وبسعر أقل، وكان الهدف هو دمج شاشات داخل العدسات، مما يسمح للمستخدمين بالاتصال بأجهزة ماك بكل سهولة، كما كان مخططًا أن تكون العدسات مزودة بتقنية تعديل التعتيم لتنبيه الآخرين حول حالة المستخدم، لكن دون كاميرا أو مزايا الواقع المختلط الموجودة في نظارة Vision Pro.
إلا أن آبل واجهت عدة عقبات في تطوير هذه النظارات، خاصة فيما يتعلق بموازنة الأداء الجيد مع التكلفة المعقولة، وكانت الخطة الأولية تعتمد على توصيل النظارات بهواتف آيفون، إلا أن مشكلة استهلاك الطاقة كانت حجر عثرة، حيث لم يكن الهاتف قادرًا على تشغيل النظارات بكفاءة، وللتغلب على هذه المشكلة، حاولت الشركة ربط النظارات بأجهزة ماك، إلا أن هذه الاستراتيجية لم تكن مرضية في الاختبارات الداخلية، مما دفعها في النهاية لإلغاء المشروع.
هذا التراجع من آبل يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل الشركة في قطاع الواقع المعزز، خاصة بعد التقارير التي أفادت بإلغاء مشروع آخر مماثل في عام 2023، ومع ذلك يبدو أن آبل تركز جهودها على تطوير نسخة أكثر تكلفة من نظارة Vision Pro الحالية، والتي تواجه تحديات في تحقيق الانتشار الكبير في السوق.
في المقابل، تواصل الشركات المنافسة تعزيز وجودها في هذا المجال، فقد كشفت جوجل عن نظام “Android XR” الخاص بها، بينما أعلنت سامسونج عن مشروع “موهان Moohan” لتطوير نظارة معززة جديدة.
كما أن ميتا، التي تستمر في الهيمنة على قطاع النظارات الذكية، تواصل الاستثمار في تطوير تكنولوجيا النظارات الذكية، حيث أعلنت الشركة عن نموذج أولي من نظارة “Orion” التي تعتمد على شاشات Micro LED المتطورة، وتستمر في الترويج للنظارات الذكية كمنصة مستقبلية للذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تطلق ميتا في وقت لاحق من هذا العام إصدارًا جديدًا من نظارات “Ray-Ban” الذكية مع شاشة عرض مدمجة.
