في منعطف جديد من الصراع الدائر، تُطل برقة أمل مع الإعلان عن جولة جديدة من صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، حيث من المقرر أن تُطلق حماس سراح أربع أسيرات إسرائيليات في هذه الجولة، وهن كارينا أريف، وناعمة ليفي، ودانييلا جلبوع، وليري ألباج.
بينما يُرجأ إطلاق سراح الأسير أغام بيرغر إلى جولة لاحقة، وبين سطور هذه الصفقة، تتكشف حكايات إنسانية مؤثرة، تُلقي الضوء على معاناة الأسرى وعائلاتهم، وتُجسد حجم الخسائر الإنسانية التي تُخلفها الحروب والصراعات.
تُعد قصة ليري ألباج، ذات الـ 19 ربيعًا، من أكثر القصص وجعًا، حيث ظهرت في مقطع فيديو بثته حماس وهي تذرف الدموع وتُناشد الحكومة الإسرائيلية التدخل لإنقاذها، وقد اهتدت عائلتها إلى آثار دمائها في غرفة يُعتقد أنها احتُجزت فيها.
كما عُثر في الغرفة على ألعاب أطفال وخزانة وردية وملابس صغيرة، ما يُشير إلى ظروف احتجاز قاسية، وأكدت فحوصات الحمض النووي العثور على آثار تعود لأسرى إسرائيليين آخرين في نفس المكان، ما يُضاعف من وطأة المأساة.
أما ناعمة ليفي، المجندة القادمة من بلدة رعنانا، فقد وقعت في الأسر من قاعدتها العسكرية في ناحال عوز، وكانت ترتدي ملابسها المنزلية، وقد طمأنت عائلتها بتأكيد خبر بقائها على قيد الحياة، وكانت ناعمة تحلم بمستقبل واعد كدبلوماسية.
وشاركت في برامج تبادل ثقافي خلال سنوات دراستها، ويحدو أقرباءها الأمل بعودتها قريبًا لاستئناف تحقيق أحلامها التي توقفت قسرًا بسبب الأسر، وتُمثل قصة ناعمة نموذجًا لأحلام الشباب التي تُجهضها الصراعات.
دانييلا جلبوع، ابنة العشرين ربيعًا من بيتاح تكفا، كانت تعمل مراقبة في موقع ناحال عوز العسكري، وقبل وقوعها في الأسر، بعثت برسالة لوالدتها تقول فيها:
“نحن نتعرض للهجوم، ادعوا لي”
ثم انقطع الاتصال، وتُعرف دانييلا بشغفها بالموسيقى والغناء، وظهرت في فيديو تُوجه فيه حديثها للحكومة الإسرائيلية قائلة بلهجة حادة:
“أين كنتم في 7 أكتوبر عندما اختطفت من سريري؟”
كارينا أريف، الشابة المقدسية، أُسرت من قاعدة ناحال عوز مع مجموعة أخرى، وظهرت في مقاطع فيديو بثتها حماس وهي تُعاني من إصابات، ما أثار قلق عائلتها على وضعها الصحي.
وظهرت في صورة ورأسها مُغطى بالضمادات، ويقضي الاتفاق بتسليم الأسرى إلى الجانب الإسرائيلي بالتزامن مع وقف لإطلاق النار مُدته 42 يومًا، وتُعلق العائلات آمالها على هذا الاتفاق لعودة أبنائها إلى ديارهم.