من المتوقع أن يعقد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لقاءً مهمًا مع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي يوم الجمعة المقبل، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأجواء السياسية المشحونة التي شهدتها البلاد مؤخراً.
في ظل التوترات المستمرة بين الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) وبقية القوى السياسية في لبنان، يأتي هذا اللقاء في وقت حساس بعد التصعيد الذي شهدته الساحة السياسية، حيث تم تشكيل حكومة برئاسة ميقاتي واستبعاد الرئيس، بينما أعلن الثنائي الشيعي عدم مشاركته في الاستشارات النيابية.
وأكدت مصادر مقربة من المشهد السياسي اللبناني أن هذا اللقاء يمثل محاولة لتخفيف حدة الخلافات، خاصة أن الثنائي الشيعي أصر على عدم التفاعل مع الاستشارات النيابية غير الملزمة، في خطوة تهدف إلى إرسال رسالة احتجاجية على ما حدث خلال مشاورات الحكومة.
ومن جهته، أشار المصدر النيابي إلى أن بري قد اختار عدم التصعيد بتغاضيه عن المشاركة في الاستشارات، محاولاً الحفاظ على توازن سياسي مع حليفه حزب الله والرؤساء الجدد، مع الحفاظ على مكانة الثنائي الشيعي في المشهد السياسي، وعدم السماح بأي محاولات لإقصائهم في المرحلة المقبلة.
سيعقد الاجتماع في الساعة الثانية عشر والنصف ظهر يوم الجمعة، بعد الانتهاء من الاستشارات النيابية غير الملزمة، وسيتم مناقشة تشكيل الحكومة المقبلة وكيفية توزيع الحقائب الوزارية، وإذا كانت الأجواء إيجابية، يُتوقع عقد اجتماع آخر في نفس اليوم بين ميقاتي ووفد من حزب الله وحركة أمل، ما يعكس رغبة في تجاوز الخلافات والانتقال إلى مرحلة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية.
ومن ضمن المواضيع التي سيُصر بري على مناقشتها خلال اللقاء هو الاطلاع على الخطاب الوزاري الذي ستعتمده الحكومة الجديدة للحصول على موافقة مجلس النواب، كذلك ستكون قضية إعادة الإعمار في لبنان وكيفية التعامل معها على رأس الأولويات التي سيتم مناقشتها بين الطرفين.
وفيما يتعلق بوزارة المالية، التي يصر الثنائي الشيعي على الحصول عليها، كشفت المصادر أن ميقاتي سيعرض حلاً وسطياً يقضي بتسمية “شخصية شيعية غير حزبية” من خارج حزب الله وحركة أمل، وذلك بهدف تسريع عملية تشكيل الحكومة وعرض التشكيلة على رئيس الجمهورية بحلول يومي السبت أو الأحد المقبلين.