شهدت مدينة الإسكندرية جريمة بشعة أثارت جدلًا واسعًا، بعد العثور على جثتين مدفونتين داخل شقة في منطقة المعمورة، في واقعة تذكر بأسلوب قذافي فراج عبد العاطي، المعروف إعلاميًا بـ”سفاح الجيزة”، الذي ارتكب سلسلة جرائم قتل ودفن ضحاياه داخل ممتلكاته، وأثارت هذه القضية ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل كثيرون عما إذا كانت هذه الجريمة مجرد صدفة أم أن القاتل الجديد تأثر بأسلوب سفاح الجيزة في تنفيذ جرائمه.
أوضحت التحقيقات أن المتهم استدرج ضحاياه إلى شقته، حيث قام بقتلهم ودفنهم بعد حفر حفرة داخل المنزل، وهي طريقة تشبه تمامًا أسلوب سفاح الجيزة، الذي قتل أقرب أصدقائه ودفنه داخل مخزن كان يملكه، ثم كرر نفس الطريقة مع ضحيته الثانية، فالسفاح الجديد لم يكتفِ بجريمة واحدة، بل أعاد الكرة مجددًا بنفس الأسلوب، مما يشير إلى أنه ربما خطط لجرائمه بعناية لتجنب اكتشافها سريعًا.
المتهم في جريمة المعمورة يُدعى نصر الدين، وهو محامٍ وناشط سابق في مجال حقوق الإنسان، وُلد في محافظة كفر الشيخ وتخرج من كلية الحقوق عام 1994، وانتقل إلى الإسكندرية عام 2012، حيث أسس مكتبًا في مجال حقوق الإنسان والتنمية، ورغم مظهره القانوني، إلا أن سجله لم يكن خاليًا من المشاكل، إذ سبق أن وُجهت إليه اتهامات تتعلق بالاعتداء على موكلين، كما ارتبط بعلاقات نسائية متعددة واستغل عمله الحقوقي في استدراج ضحاياه.
سفاح الجيزة، الذي تعود إليه ذاكرة المصريين بمجرد ظهور جريمة مماثلة، ارتكب جرائمه بأسلوب مشابه، حيث قتل عدة أشخاص بينهم صديقه المقرب وزوجته السابقة، وقام بدفنهم داخل عقارات يمتلكها، وبعد سنوات من التستر، تم القبض عليه في عام 2020 وكُشف النقاب عن جرائمه التي نفذها بدم بارد وبنمط متكرر يدل على تخطيط دقيق.
