أثار الاتصال المطول بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قلقًا في الأوساط الأوكرانية، وسط مخاوف من تسوية سياسية قد تأتي على حساب مصالح كييف.
وصرّح ترامب عقب المكالمة، التي استمرت نحو 90 دقيقة، بأنه يتوقع لقاء بوتين في السعودية لإجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا، مؤكدًا أن كييف لن تُستبعد من هذه المفاوضات، وأعلن الكرملين أن الطرفين اتفقا على تعزيز التعاون، كما وجه بوتين دعوة رسمية لترامب لزيارة موسكو.
وفي سياق متصل، كشف وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث عن استراتيجية جديدة للولايات المتحدة تتضمن مراجعة العلاقات الأمنية مع أوكرانيا، وتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا، مع إعطاء أولوية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
كما أكد أن واشنطن لا ترى انضمام أوكرانيا إلى الناتو خيارًا واقعيًا، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحذير من أن بلاده ستحتاج إلى دعم عسكري ومالي ضخم لمواجهة روسيا، وتشير التقديرات إلى أن تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية قد يكلف القوى الغربية أكثر من 3.1 تريليون دولار خلال العقد المقبل.
ورغم توقع إمكانية استعادة بعض المناطق عبر المفاوضات، شدد ترامب على أن أوكرانيا لن تعود إلى حدودها قبل عام 2014، مما يعني استبعاد استعادة شبه جزيرة القرم بالكامل، وأوضح هيجسيث أن الضمانات الأمنية الأمريكية لن تشمل نشر قوات على الأرض، لكنها ستعتمد على دعم أوروبي موسع وزيادة الإنفاق الدفاعي لدول الناتو إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي.
في المقابل، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوكراني، أوليكساندر ميريزكو، أن هذا التوجه غير منطقي، مؤكدًا أن استعادة الأراضي الأوكرانية ممكنة إذا حصلت كييف على مزيد من المساعدات العسكرية والعقوبات الاقتصادية ضد روسيا.