في الأيام الأخيرة، أثارت فتوى جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تضمنت تحذيرًا من استخدام الدفاية الكهربائية أثناء النوم، معتبرةً ذلك نوعًا من الإسراف في استهلاك الطاقة الكهربائية، وهذا التصريح أثار العديد من التساؤلات حول مدى صحة الفتوى وأثرها على الحياة اليومية للناس في ظل الحاجة لاستخدام هذه الأجهزة في الطقس البارد.
وكان البعض قد نسب الفتوى إلى مركز الأزهر للفتوى، حيث نصت على تحريم ترك الأجهزة الكهربائية مشتعلة أثناء النوم، مستندةً إلى الحديث الشريف: “لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون”، وهو حديث يهدف إلى حماية الأرواح والحفاظ على السلامة العامة.
في هذا السياق، أوضح الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، أنه رغم أن الإسراف في استخدام الموارد الكهربائية أمر غير مستحب في الإسلام، إلا أنه لا يُعد تحريماً لاستخدام الدفايات أو الأجهزة المساعدة على التدفئة في الظروف التي تستدعي ذلك.
وأشار قابيل إلى أن الإسراف هو الإنفاق غير المبرر في استخدام الموارد، كما ورد في القرآن الكريم: “إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ”، ومع ذلك، أكد أن استخدام الدفايات في الطقس البارد ليس إسرافًا بالضرورة إذا كان الغرض منها الحفاظ على الصحة والراحة، وأكد أيضًا أن الأجهزة الحديثة مثل الدفايات التي تحتوي على ترموستات أو توقيت يمكن أن تساعد في ضبط استهلاك الطاقة دون التسبب في هدر غير مبرر.
وأضاف الدكتور قابيل أن الإسراف يحدث عندما يتم تشغيل الأجهزة بشكل مفرط أو في أماكن غير مستخدمة، وهو ما يتسبب في إهدار الطاقة والموارد، وأوضح أن الإسلام يدعو دائمًا إلى الاعتدال في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك استخدام الأجهزة الحديثة، طالما يتم استخدامها عند الحاجة فقط وبطريقة معتدلة.
وفي الختام، دعا قابيل إلى ضرورة الحذر من إهدار الموارد الطبيعية والطاقة، مؤكدًا أن الاعتدال هو الحل الأمثل في استخدام التكنولوجيا والأجهزة الكهربائية، وأن الإسلام لا يمنع استخدامها، بل يشجع على التوازن والتدبير في كل شيء.