أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني شدد خلال لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض على أن التهجير ليس حلاً، مشيرًا إلى وجود خطة لإعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق سكانها.
وفي مقابلة تلفزيونية بثتها قناة “المملكة” الأردنية، أوضح الصفدي أن رسالة العاهل الأردني حملت موقفًا واضحًا لا لبس فيه، يقوم على السعي نحو تحقيق سلام شامل وعادل، مع التأكيد على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وأضاف أن ترامب أبدى تفهمًا لأفكار الأردن، حيث قدم الملك رؤية تستند إلى مبدأ ثابت يتمثل في إعادة إعمار غزة دون المساس بوجود الفلسطينيين فيها.
وشدد الصفدي على أن الأردن لن يكون بديلاً عن وطن الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن موقف المملكة في هذا الشأن ثابت وراسخ، كما لفت إلى استمرار المشاورات مع الجانب الأميركي، حيث أبلغ الأردن واشنطن بوجود بدائل أخرى أكثر واقعية، بالتنسيق مع الدول العربية، لا سيما مصر، التي تشارك الأردن موقفه في هذا الملف.
وفيما يتعلق بالجانب الإنساني، أكد الصفدي أن الرئيس الأميركي أعرب عن اهتمامه بتحسين الأوضاع المعيشية في غزة عبر جهود إعادة الإعمار، وهو ما رحب به الأردن، مع التأكيد على ضرورة تنفيذ هذه الخطط دون التهجير القسري، كما كشف عن مساعي المملكة لتأمين العلاج للفلسطينيين المرضى، حيث تم التنسيق لنقل نحو ألفي مريض للعلاج في الأردن ودول أخرى.
من جهته، أكد الملك عبدالله الثاني، عبر حسابه في منصة “إكس”، أنه أجرى مباحثات بناءة مع ترامب حول الشراكة بين الأردن والولايات المتحدة، مشددًا على أن استقرار الأردن وحماية مصالحه تأتي في مقدمة الأولويات.
وأضاف أن موقف الأردن ثابت وواضح: “لا للتهجير، لا في غزة ولا في الضفة الغربية، وهذا موقف عربي موحد”، لافتًا إلى أن الأولوية الحالية يجب أن تكون إعادة إعمار غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية لسكانها.
وفي هذا الإطار، جدد العاهل الأردني تمسكه بحل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في هذا المسار، كما أشاد بدور واشنطن في تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، معربًا عن أمله في استمرار الجهود الأميركية لضمان عدم تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية.
وعلى صعيد آخر، أعلن الملك عبدالله أن الأردن سيتكفل باستقبال ألفي طفل فلسطيني مصابين بأمراض خطيرة، مثل السرطان، لتلقي العلاج في المملكة، وهو ما وصفه ترامب بـ”الخطوة الرائعة”.
وفيما يتعلق بمقترح الرئيس الأميركي بشأن غزة، أوضح العاهل الأردني أن الدول العربية ستقدم ردًا مشتركًا على الخطة الأميركية، مشيرًا إلى أنه سيواصل التنسيق مع القادة العرب، لا سيما خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية، لبحث آليات التعامل مع الوضع في غزة.
وفي الوقت الذي أشار فيه ترامب إلى أن الفلسطينيين قد يُنقلون إلى مناطق أخرى خارج غزة، شدد الملك عبدالله على ضرورة إيجاد حلول عادلة تحترم حقوق الفلسطينيين، مع التأكيد على أن أي قرارات بشأن غزة يجب أن تراعي مصالح جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن مصر بصدد تقديم خطة متكاملة بشأن مستقبل القطاع.
