تشتهر قرية شنراق، التابعة لمركز السنطة في محافظة الغربية، بصناعة الزبيب التي تُعد واحدة من أقدم الحرف المتوارثة بين الأجيال، حيث تحولت من مجرد نشاط يدوي تقليدي إلى صناعة متطورة تدعم الاقتصاد المحلي وتفتح أبواب التصدير للأسواق العالمية.
على مدار العقود الماضية، كانت صناعة الزبيب في شنراق تعتمد على الطرق التقليدية، إلا أنها شهدت نقلة نوعية خلال السنوات العشر الأخيرة مع دخول التكنولوجيا الحديثة إلى عمليات الإنتاج، وأوضح أحد أصحاب المصانع في القرية أن الإنتاج المحلي من الزبيب يُغطي احتياجات السوق المصري، كما يتم تصديره إلى دول عربية وأوروبية نظرًا لجودته العالية.
يمثل العنب البناتي المادة الخام الأساسية لصناعة الزبيب في شنراق، حيث يبدأ موسم الحصاد في شهر مايو بمحصول “سبريور”، ثم يليه حصاد الصنف الرئيسي في يونيو، ويُنقل العنب الطازج في صناديق بلاستيكية من الحقول إلى المصانع، حيث يخضع لمجموعة من المراحل الدقيقة حتى يتحول إلى زبيب جاهز للتسويق.
تمر عملية تصنيع الزبيب بعدة خطوات متقنة لضمان جودة المنتج، تبدأ بمرحلة السلق، حيث يتم غمر العنب في ماء مغلي لفترة محددة، ثم مرحلة التبخير التي يُضاف خلالها مادة آمنة صحيًا تُسرّع عملية التجفيف وتحميه من التلف، وبعد ذلك، يُترك العنب في الشمس على المناشر لمدة تصل إلى 15 يومًا، قبل أن يخضع لعملية الفرز والتنقية، حيث يتم تنظيفه وتصنيفه إلى درجات مختلفة قبل تعبئته وطرحه في الأسواق.
تُنتج قرية شنراق سنويًا ما بين 12 إلى 18 طنًا من الزبيب، بفضل جودة المنتج ومستوى جفافه العالي، مما يجعله مقاومًا للعفن وقابلًا للتخزين لفترات طويلة، وتساعد هذه الميزات على تعزيز تنافسيته في الأسواق الدولية، حيث يتم تصديره إلى العديد من الدول، ما يعكس نجاح هذه الصناعة في الانطلاق من المحلية إلى العالمية.