تباشر النيابة العامة بمحافظة شمال الجيزة تحقيقاتها الموسعة لكشف ملابسات وفاة أحد موظفي دار الأوبرا المصرية، الذي أنهى حياته بإلقاء نفسه في مياه نهر النيل، وسط تساؤلات عديدة حول الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار الصادم.
وفي إطار الإجراءات الرسمية، قررت النيابة تكليف خبراء الطب الشرعي بفحص الجثمان وإعداد تقرير مفصل حول سبب وتوقيت الوفاة، وذلك بعد نقله إلى مشرحة زينهم، كما أمرت بإجراء تحليل للكشف عن أي آثار لمواد مخدرة في جسد المتوفى، بالتزامن مع تكثيف التحريات الأمنية لكشف حقيقة ما جرى وما إذا كانت هناك دوافع خفية وراء الحادثة.
وكشفت المطربة إيناس عز الدين، عبر حسابها الرسمي على “فيس بوك”، عن مفاجأة مأساوية تتعلق بالقضية، إذ أعلنت أن المتوفى هو هاني عبد القادر، أحد العاملين بدار الأوبرا المصرية، الذي أقدم على الانتحار نتيجة لما وصفه بـ”ظلم كبير” تعرض له في بيئة عمله، وفقًا لما ذكره في رسالة تركها قبل رحيله.
وأعربت عز الدين عن حزنها العميق إزاء الحادث، مشيرة إلى أن الراحل كان مثالًا للأخلاق والاحترام خلال فترة عمله، وأضافت أن الظروف القاسية التي مر بها وضغوط الحياة جعلته يفقد الأمل، ليكتب بخط يده رسالة تكشف حجم المعاناة التي كان يعيشها قبل اتخاذ قراره المأساوي.
وأشارت الفنانة إلى أن المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ إن أحد زملاء الفقيد أصيب بصدمة شديدة عند سماع الخبر، ما يسلط الضوء على بيئة العمل التي وصفتها بأنها “غير صحية”، مؤكدة أن هناك العديد ممن يعانون بصمت دون أن يلتفت إليهم أحد.
وفي ختام حديثها، وجهت عز الدين نداءً عاجلًا إلى المسؤولين في وزارة الثقافة لفتح تحقيق موسع لكشف الحقائق ومحاسبة المتسببين في هذه المأساة، مشددة على ضرورة إصلاح بيئة العمل لحماية العاملين من الضغوط النفسية القاسية التي قد تدفعهم إلى مصير مشابه.
من جهتها، تواصل النيابة العامة إجراءات التحقيق وجمع الأدلة لكشف جميع الملابسات، مع التأكيد على اتخاذ كافة الخطوات القانونية اللازمة في القضية.