تشهد الساحة الرياضية حدثًا استثنائيًا مع استعداد المتسابقة السعودية الشابة أرجوان عمار لخوض غمار رالي حائل 2025، الذي يُقام نهاية يناير الجاري كجولة افتتاحية لموسم كأس العالم لراليات “باها” وكأس الشرق الأوسط “باها”، حيث تُشارك أرجوان، البالغة من العمر 20 عامًا، في منافسة شرسة ضد نخبة سائقي العالم، وسط تضاريس حائل المتنوعة التي تتطلب مهارات قيادة استثنائية، لتُثبت جدارتها كلاعبة واعدة في عالم رياضة المحركات.
تُعتبر أرجوان، التي بدأت مسيرتها المهنية عام 2023، أصغر سائقة راليات عربية، وقد حققت خلال عامين فقط سلسلة إنجازات لافتة، منها حصولها على المركز الثاني في بطولة المملكة لفئة “Side by Side” لعامي 2023 و2024.
بالإضافة إلى المركز الثالث في رالي جدة الدولي، والمركز الثاني في رالي تبوك-نيوم خلال أول مشاركة لها، مما يجعل مشاركتها الحالية في رالي حائل خطوة جديدة نحو تعزيز مكانتها كلاعبة محترفة، وقادرة على مواجهة التحديات العالمية.
أعربت أرجوان عن حماسها الكبير للمشاركة في هذا الحدث العالمي، مؤكدةً أن هذه التجربة ستكون محطة لصقل مهاراتها، وقالت:
“أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه تمثيل بلدي ورفع اسم السعودية عاليًا، هذه فرصة لا تعوَّض لاكتساب الخبرة والتعلم من السائقين المخضرمين”
مضيفةً أن هدفها ليس فقط تحقيق فوز، بل إثبات أن المرأة السعودية قادرة على المنافسة في أي مجال، وخاصة الرياضات التي تُعتبر تقليديًا حكرًا على الرجال.
لا تقتصر طموحات أرجوان على المنصات الرياضية، بل تتعداها إلى كونها نموذجًا ملهمًا للشباب والفتيات، حيث قالت:
“أريد أن أُظهر للعالم أن الإصرار والعمل الجاد يُحطمان كل الحواجز، وآمل أن أكون دافعًا للآخرين لتحقيق أحلامهم، مهما بدت صعبة”
مؤكدةً أن نجاحها لم يكن ليتحقق دون دعم أسرتها وفريقها، الذين وقفوا خلفها في كل خطوة.
استعدادًا لهذا التحدي، خضعت أرجوان لبرنامج تدريبي مكثف شمل تحسين اللياقة البدنية واختبارات تحمل في ظروف مشابهة لمسار الرالي، كما عملت مع فريقها الفني على ضبط سيارتها بأحدث التقنيات، بمساعدة الملاح الإماراتي المخضرم خالد الكندي، الذي يُشاركها التجربة بخبرته الواسعة في عالم الراليات، مما يُضفي ثقة إضافية على أدائها، خاصةً مع تعقيدات تضاريس حائل التي تجمع بين الكثبان الرملية والمسارات الوعرة.
تُجسِّد أرجوان عمار قصة نجاح سعودية ملهمة، حيث استطاعت في فترة قياسية أن تترك بصمة في رياضة كانت تُعتدار حكرًا على الرجال، مما يجعلها رمزًا للتمكين النسائي في المملكة، وسط توقعات بأن تُحقِّق أداءً متميزًا في الرالي القادم.
يُضاف إلى سجل إنجازاتها، ويُعزز مكانة السعودية كواحدة من الدول الداعمة لرياضة المحركات على المستوى العالمي، بينما تبقى أنظار الجماهير العربية مُعلَّقة على هذه الشابة الطموحة، التي تُثبت أن الأحلام الكبيرة تبدأ بخطوات صغيرة، لكنها ثابتة.