بعد أسابيع من القصف والنزوح، يشهد قطاع غزة عودة تدريجية للنازحين إلى شماله، ورغم أن حركة حماس أعلنت عن عودة نحو 300 ألف شخص، فإنّ غالبيتهم يواجهون واقعاً مريراً، حيث تشير التقارير إلى أن 90% منهم لا يجدون منازل صالحة للسكن، هذا الوضع يستدعي تدخلاً عاجلاً لتوفير المأوى والغذاء والخدمات الأساسية للعائدين.
في خضم هذه الأزمة، تشدد حركة حماس على أن مستقبل قطاع غزة هو “شأن فلسطيني بحت”، وأنها تسعى لتشكيل حكومة وطنية تحظى بتوافق جميع الفلسطينيين، هذا التصريح يعكس إصرار الحركة على لعب دور محوري في تحديد مستقبل القطاع، ويأتي في ظل جهود دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة.
صور الدمار في شمال غزة تتحدث عن نفسها، حيث تحولت معظم المباني إلى أنقاض، العائدون يواجهون تحديات جمة، فهم بحاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، المسؤولون يقدرون الحاجة إلى أكثر من 135 ألف خيمة لإيواء النازحين، بينما تتطلب عملية إعادة الإعمار جهوداً مضنية واستثمارات ضخمة.
مشاعر العائدين إلى ديارهم في غزة تتراوح بين الفرحة بالعودة إلى الوطن والخوف من مواجهة الدمار والفقر واليأس، الكثير منهم فقدوا منازلهم وأعمالهم وأحباءهم، ويواجهون مستقبلاً غامضاً.
العودة التدريجية للنازحين تأتي بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية، ومع ذلك، فإن استمرار التوترات والاشتباكات المتقطعة يشير إلى أن هذا الاتفاق لا يزال هشاً، وأن أي تصعيد جديد قد يقوض فرص السلام والاستقرار.
قصة غزة هي قصة صمود وتحدٍ، قصة شعب يكافح من أجل البقاء وإعادة بناء حياته رغم كل الصعاب، العودة إلى الديار هي خطوة أولى نحو استعادة الحياة الطبيعية، ولكن الطريق لا يزال طويلاً وشاقاً.