انتشرت منصة FBC بسرعة، مستهدفة آلاف المواطنين بوهم تحقيق أرباح ضخمة في وقت قصير، ورغم التحذيرات، وقع الكثيرون ضحية لهذه المنصة الاحتيالية، التي اعتمدت على استراتيجيات تقليدية للإيقاع بالضحايا، أبرزها استغلال الطمع والخداع باسم الدين.
يرى الخبير المصرفي، الدكتور فهد جاهين، أن السبب الرئيسي وراء انجذاب الضحايا لهذه المنصات هو الرغبة في تحقيق مكاسب سريعة بعيدًا عن الأنظمة المصرفية الرسمية، إذ يفضل البعض البحث عن بدائل استثمارية غير قانونية بدلًا من اللجوء إلى البنوك، رغم ارتفاع الفوائد المصرفية الحالية.
استغلت FBC هذا التوجه عبر الترويج لنظام يشبه التسويق الهرمي، حيث وعدت المستخدمين بأرباح يومية مغرية مقابل تنفيذ مهام رقمية بسيطة، ثم شجعتهم على استقطاب مزيد من المشتركين لمضاعفة أرباحهم، قبل أن تنهار مخلفةً وراءها خسائر ضخمة.
وزارة الداخلية أعلنت تفكيك الشبكة الإجرامية المسؤولة عن المنصة، مشيرة إلى أن عدد الضحايا تجاوز 500 ألف شخص، بإجمالي خسائر بلغت نحو 2 مليون جنيه، وكشفت التحقيقات أن المحتالين استخدموا غطاءً دينيًا لإقناع الضحايا بأن أرباحهم “حلال”، في تكرار لأساليب شركات توظيف الأموال القديمة.
ورغم أن البنوك تقدم فوائد مرتفعة مع ضمانات قانونية، لا يزال البعض ينفر منها بسبب مفاهيم خاطئة حول “الربا”، ما يدفعهم نحو منصات غير موثوقة تنتهي بسرقة أموالهم، لذا يشدد الخبراء على ضرورة التوعية المالية، لتجنب تكرار هذه السيناريوهات مستقبلاً.