في تغيير ملحوظ بموقفه، دعا كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية والمستشار البارز للمرشد الإيراني علي خامنئي، إلى اتباع نهج “الصبر الأقصى” في التعامل مع سياسة “الضغط الأقصى” التي تنتهجها الولايات المتحدة، وذلك بعد تصريحاته السابقة حول احتمال تغيير العقيدة النووية الإيرانية.
وكان خرازي قد لوّح في مايو/أيار الماضي، حينما لم يكن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية محسوماً بعد، بأن إيران قد تعيد النظر في استراتيجيتها النووية إذا واجهت تهديدًا وجوديًا، مشيرًا إلى امتلاك بلاده القدرة على إنتاج سلاح نووي.
أما اليوم، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض وإعادة تفعيل سياسات الضغط المشدد، فقد قال خرازي في مقابلة مع وكالة “إيرنا” الرسمية: “ليس أمامنا حاليًا سوى التحلي بأقصى درجات الصبر”.
وأوضح أن إيران لا ترفض مبدأ التفاوض، لكنها تشترط أن يكون قائماً على التكافؤ والاحترام المتبادل، مؤكداً أن الحوار في ظل الضغوط والإملاءات ليس سوى استسلام، وهو ما لن تقبل به طهران.
وأشار خرازي إلى أن “نهج ترامب يقوم على فرض الشروط وإجبار الآخرين على الامتثال، وهو أمر لا ترفضه إيران فحسب، بل حتى الدول الأوروبية تجد صعوبة في القبول به”.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن أي حوار مستقبلي يجب أن يكون مبنيًا على أسس عادلة، بعيدًا عن الضغوط والتهديدات، مشددًا على أن إيران لن ترضخ لأي مفاوضات غير متكافئة.