شهدت الأزمة السودانية تحولًا بارزًا بانضمام الحركة الشعبية – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، إلى تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، الذي يستعد لتشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، ووفق مصادر مطلعة، فإن الإعلان السياسي والدستور المؤقت باتا جاهزين للتوقيع، في خطوة قد تعيد رسم خارطة الحكم في السودان.
اعتبر محللون هذا التطور ضربة قوية لحكومة عبد الفتاح البرهان، التي تتخذ من بورتسودان مقرًا لها، حيث يضم التحالف الجديد مكونات سياسية ومجتمعية وأطرافًا مسلحة، إلى جانب هيكل حكم يشمل مجلس سيادة، حكومة تنفيذية، وبرلمان، ويرى مراقبون أن انضمام الحلو يمثل اختراقًا مهمًا في ملف المصالحة الوطنية، خاصة بعد سنوات من الجمود مع الحركة الشعبية – شمال.
تاريخيًا، كانت الحركة الشعبية جزءًا من الصراع السوداني منذ الحرب الأهلية، وبعد انفصال الجنوب، استمرت في إدارة مناطق كاودا بجنوب كردفان بمعزل عن الحكومة المركزية، واليوم يُنظر إلى تحالفها الجديد كخطوة باتجاه إعادة بناء الدولة السودانية وفق أسس مختلفة، بعيدًا عن سياسات التهميش السابقة.
في هذا السياق، وصف عز الدين الصافي، القيادي في قوات الدعم السريع، انضمام الحلو بـ”النقلة النوعية”، معتبرًا أن هذا الحدث هو تتويج لنضال استمر لعقود من أجل سودان أكثر عدالة ومساواة، كما أشار محللون إلى أن دخول الحلو في التحالف يمنحه بعدًا قوميًا يعزز شرعيته، ويمهد لسلطة جديدة قد تؤثر بعمق في مستقبل البلاد.