يتوقع محللون تصاعدًا كبيرًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية خلال الأيام المقبلة، حيث أصبحت المنطقة ساحة مواجهة مفتوحة، وسط استعدادات لتوسيع نطاق الغارات الجوية والاقتحامات البرية، ويرجح أن تشمل العمليات القادمة مدنًا إضافية إلى جانب جنين وطولكرم وطوباس، مثل الخليل وبيت لحم ورام الله، مقر السلطة الفلسطينية.
زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة لمحيط مخيم طولكرم أثارت تساؤلات بشأن الأهداف الحقيقية لتحركاته في ظل استمرار الحملة العسكرية المكثفة شمال الضفة، وأعلن نتنياهو، خلال جولته، إطلاق مرحلة جديدة من العمليات العسكرية، بذريعة التصدي للهجمات الفلسطينية التي استهدفت تل أبيب مؤخرًا، مثل تفجير الحافلات.
الخطة العسكرية الجديدة تشمل مداهمات مكثفة تستهدف ما تصفه إسرائيل بـ”بؤر المقاومة” في مختلف أنحاء الضفة، وسط تصعيد أمني يسعى لتعزيز السيطرة الإسرائيلية في المنطقة، ويرى المحلل سفيان غرغور أن زيارة نتنياهو تهدف إلى تحقيق مكاسب مزدوجة، إذ يسعى إلى تهدئة المخاوف الأمنية الإسرائيلية مع تحسين شعبيته الداخلية، التي شهدت تراجعًا في استطلاعات الرأي الأخيرة.
ويشير غرغور إلى أن تنامي الهجمات الفلسطينية داخل المدن الإسرائيلية زاد من الضغوط الأمنية، ما دفع تل أبيب إلى تكثيف عملياتها ضد المقاومين الفلسطينيين ومحيطهم، عبر استهداف مخيمات الضفة ومدنها الرئيسية.
أما المحلل السياسي سعد الدين السكجي، فيرى أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في إطار خطة أوسع لفرض واقع جديد في الضفة الغربية، تمهيدًا لضمها بدعم أمريكي، ويؤكد أن التصعيد العسكري الذي بدأ في شمال الضفة قد يمتد قريبًا إلى مراكز المدن، حيث تستهدف إسرائيل تغيير ديموغرافية المنطقة وإضعاف الوجود الفلسطيني فيها.
جدير بالذكر أن العدوان المستمر أدى إلى دمار واسع في مناطق مختلفة من الضفة، وأسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 39 فلسطينيًا، وإصابة ما يزيد على 112 آخرين، بالإضافة إلى تهجير آلاف العائلات نتيجة القصف والاقتحامات المستمرة.