في خطوة غير مسبوقة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، عن إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال تشارلز براون، مما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية.
وجاء هذا القرار بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع بيت هيغسيث، بعد دقائق فقط، عن إعفاء الأدميرال ليزا فرانشيتي، التي كانت أول امرأة تتولى قيادة القوات البحرية، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين العسكريين البارزين.
وفي منشور عبر منصته “تروث سوشال”، وصف ترامب الجنرال براون بأنه “قائد متمرس ورجل نبيل”، لكنه لم يوضح أسباب الإقالة بشكل مباشر، ويُعد براون شخصية بارزة في التاريخ العسكري الأمريكي، حيث كان أول شخص من أصول أفريقية يشغل هذا المنصب.
الجنرال براون شغل سابقًا منصب قائد القوات الجوية الأمريكية بعد تعيينه من قِبل ترامب نفسه خلال ولايته الأولى، قبل أن يرشحه الرئيس السابق جو بايدن في عام 2023 لتولي قيادة هيئة الأركان المشتركة، وهو المنصب الذي كان من المفترض أن يشغله حتى عام 2027.
وفي منشوره، ألمح ترامب إلى أن هناك تغييرات واسعة قادمة في المؤسسة العسكرية، حيث صرّح قائلاً: “لقد طلبت من وزير الدفاع ترشيح خمسة قادة جدد، وسيتم الإعلان عن أسمائهم قريبًا”.
وأعلن ترامب عن ترشيح الجنرال المتقاعد دان كاين، الذي خدم سابقًا في القوات الجوية، ليكون رئيس هيئة الأركان المقبل، مشيدًا بسجله العسكري، خاصة دوره في العمليات ضد تنظيم داعش، ومع ذلك، فإن ترشيح كاين يثير الجدل نظرًا لأنه متقاعد حاليًا، ما قد يتطلب إجراءات استثنائية لاعتماده، وفقًا لمسؤول في القوات الجوية.
بعد لحظات من إعلان ترامب، أصدر وزير الدفاع بيانًا أكد فيه إعفاء فرانشيتي من منصبها، وكان هيغسيث قد انتقد في كتابه الصادر عام 2024 بعنوان “الحرب على المحاربين”، تعيين فرانشيتي، معتبراً أنه جاء بضغط من إدارة بايدن لتعزيز سياسات التنوع والمساواة والشمول، وهو ما اعتبره انحرافًا عن الأولويات العسكرية الجوهرية.
وشملت قرارات الإقالة أيضًا نائب رئيس أركان القوات الجوية، الجنرال جيمس سلايف، حيث أعلن هيغسيث أنه يبحث عن مرشحين جدد لمناصب قيادية في سلاحَي البحرية والقوات الجوية، في إشارة واضحة إلى إعادة هيكلة واسعة للقيادة العسكرية.
وأكد هيغسيث في بيانه أن الإدارة الجديدة تسعى إلى “إعادة تركيز الجيش على مهامه الأساسية المتمثلة في ردع الحروب وخوضها والانتصار فيها”.
وكانت التكهنات حول هذه الإقالات قد تصاعدت خلال الأسابيع الماضية، إلا أن الضغوط ازدادت بشكل ملحوظ مؤخرًا بعد تداول قائمة رسمية لبعض الأسماء مع مشرعين جمهوريين بارزين.
وفي هذا السياق، يُذكر أن هيغسيث كان قد دعا علنًا إلى إقالة براون منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك قبل أيام فقط من ترشيحه لمنصب وزير الدفاع، حيث صرّح حينها قائلاً: “أول خطوة يجب اتخاذها هي إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة”، وعلى الرغم من ذلك، عمل الرجلان معًا بشكل وثيق قبل إعلان الإقالة رسميًا.