قهوة الصباح والدماغ.. دراسة تكشف تأثيرًا غير متوقع على المادة الرمادية

آمنة مجدي19 فبراير 2025آخر تحديث :
قهوة الصباح

كشفت دراسة علمية حديثة عن تأثير غير متوقع للكافيين على الدماغ، حيث أظهرت أن الاستهلاك اليومي للقهوة قد يؤدي إلى انخفاض في حجم المادة الرمادية، وهي جزء أساسي من الدماغ المسؤول عن معالجة المعلومات والإدراك.

ووفقًا للبحث المنشور في دورية Cerebral Cortex، فإن الكافيين لا يسبب بالضرورة ضررًا دائمًا للدماغ، لكنه يحفز تغيرات عصبية مؤقتة تستدعي مزيدًا من الدراسة، وأكد العلماء أن هذه التغيرات قد لا تكون سلبية تمامًا، خاصة أن أبحاثًا سابقة أشارت إلى دور الكافيين في الحماية من الأمراض العصبية مثل الزهايمر وباركنسون.

الدراسة ركزت على مجموعة من البالغين الأصحاء، حيث خضعوا لمراقبة دقيقة على مدار عشرة أيام، وقورنت التغيرات في أدمغتهم بعد استهلاك الكافيين مقابل فترات امتناع عنه، والنتائج أظهرت أن المادة الرمادية تقلصت لدى من استهلكوا الكافيين، دون أن يكون لذلك أي تأثير واضح على جودة النوم، مما ينفي فرضية أن انخفاض المادة الرمادية مرتبط باضطرابات النوم.

وأبرزت الدراسة أن التغييرات كانت أكثر وضوحًا في الفص الصدغي الإنسي الأيمن، وهو جزء من الدماغ يلعب دورًا رئيسيًا في تكوين الذاكرة والإدراك المكاني، والمثير للاهتمام أن هذه التغيرات بدت قابلة للعكس، حيث استعاد المشاركون الحجم الطبيعي للمادة الرمادية بعد فترة قصيرة من التوقف عن استهلاك الكافيين.

رغم النتائج المثيرة، أكدت الباحثة كارولين رايخرت، المشرفة على الدراسة، أن هذه التغيرات ليست مؤشرًا على تأثير سلبي حتمي، بل قد تكون جزءًا من استجابة الدماغ المرنة لمادة الكافيين، كما أوضحت أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لمقارنة تأثير الكافيين بين الأشخاص الذين يستهلكونه بانتظام وأولئك الذين يتجنبونه تمامًا.

هذه النتائج تفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول التأثيرات طويلة الأمد للكافيين على الدماغ، وما إذا كان يمكن أن يكون له دور في تعزيز أو إضعاف الوظائف الإدراكية مع مرور الوقت.

الاخبار العاجلة