مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تأتي فرصة ذهبية لتعزيز وعي الطلاب بالقضايا المصيرية التي تمس الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي كانت ولا تزال رمزًا للنضال والتضحية.
إن الحديث عن فلسطين لا يقتصر على كونها أرضًا عربية ذات تاريخ مجيد، بل هي مهد الحضارات وموقع المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مما يجعلها محور اهتمام المسلمين في جميع أنحاء العالم.
في هذا السياق، تلعب الإذاعة المدرسية دورًا مهمًا في تسليط الضوء على مكانة فلسطين وأهميتها التاريخية والدينية، مما يرسخ في نفوس الطلاب حب هذه الأرض المباركة، وتعزيز الوعي حول معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله لاستعادة حقوقه المشروعة.
مقدمة اذاعة مدرسية عن فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي الأمين، محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أسري به إلى المسجد الأقصى، ليكون شاهدًا على مكانة هذه الأرض الطاهرة، وشاهدًا على ارتباط المسلمين جميعًا بها عبر العصور، فهي ليست مجرد أرض، بل عقيدة راسخة في القلوب ووصية أوصى بها رسول الله أمته.
زملائي الأعزاء، فلسطين ليست مجرد جغرافيا أو حدود، بل هي قضية ترتبط بوجدان كل عربي ومسلم، فهي أرض العزة والصمود، ومهد الأنبياء والرسل، التي باركها الله بقدسها ومسجدها الأقصى، وجعلها منارةً للحق والإيمان، على ترابها مشى الأنبياء، وفي سمائها عرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أجلها قدّم الشهداء أرواحهم فداءً لقضيتها العادلة.
إن الحديث عن فلسطين لا يقتصر على تاريخها العريق، بل هو استحضارٌ لنضال مستمر، وصبرٍ لا ينكسر، وأملٍ لا يخبو في قلوب أبنائها، فكل حجر في أزقتها العتيقة يروي قصة بطولة، وكل شارع فيها يشهد على صمود شعبها الأبيّ، الذي لم يركع رغم كل المحن والتحديات، وفي كل ركن منها، هناك دمعة أمٍ تودّع ابنها الشهيد، وهناك يد طفل ترسم على الجدران علم فلسطين، وهناك قلوب تنبض بحبها رغم البعد.
نحن هنا، في كل صباح، نرفع أصواتنا ونعلنها مدوية: فلسطين في القلب، والمسجد الأقصى عقيدتنا، وسنبقى متمسكين بهذا الحق ما دامت الحياة تنبض في عروقنا، فكما حملها الأجداد في قلوبهم، سنحملها نحن، وسنورثها لأبنائنا وأحفادنا، لأنها ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية أمة بأكملها، أمة لا تنسى، ولا تستسلم، ولا تفرّط في حقوقها.