سجلت أسعار الذهب مكاسب ملحوظة خلال الأسبوع المنصرم، مدعومة بتزايد القلق في الأسواق العالمية بشأن تداعيات النزاع التجاري المحتدم بين الولايات المتحدة والصين.
وأنهت العقود الآجلة للذهب تعاملاتها على ارتفاع بنسبة 0.4%، مضيفة نحو 11 دولارًا، ليصل سعر الأوقية إلى 2887.60 دولارًا، ما يعزز الاتجاه الصعودي الذي شهده المعدن النفيس في الأسابيع الأخيرة.
للسادس على التوالي، واصل الذهب تحقيق مكاسب أسبوعية، مرتفعًا بنسبة 1.8%، كما سجل مستوى قياسيًا جديدًا عند 2882.16 دولارًا للأوقية خلال تعاملات منتصف الأسبوع، قبل أن يشهد بعض التراجع نتيجة عمليات جني الأرباح.
ووفقًا لخبراء الأسواق المالية، فإن عدم اليقين المحيط بسياسات التجارة الأمريكية، ولا سيما الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على الصين، ساهم في زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن، ما دفع أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة.
وجاء الرد الصيني بالمثل، حيث فرضت بكين تعريفات جديدة على السلع الأمريكية، مما أجج مخاوف المستثمرين بشأن تصاعد التوترات الاقتصادية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
كما تلقت أسعار الذهب دعمًا من تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن جولسبي، الذي أشار إلى أن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة، مع استمرار ضعف التضخم، قد يفتح المجال أمام مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.
ومن المعروف أن أي تراجع في معدلات الفائدة يعزز جاذبية الذهب، حيث يصبح أكثر استقطابًا للمستثمرين مقارنة بالأصول ذات العوائد المنخفضة.
وفي ظل هذه العوامل، توقع محللو بنك “سيتي جروب” أن تشهد أسعار الذهب مزيدًا من الارتفاع، مرجحين أن يصل سعر الأوقية إلى 3 آلاف دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، في ظل تصاعد الطلب على الأصول الآمنة واستمرار التوترات الجيوسياسية والتجارية العالمية.