شهدت الساعات الماضية تحولات لافتة في الموقف الأمريكي تجاه مخطط السيطرة على قطاع غزة، حيث تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مواقفه السابقة، مشيرًا إلى أن الخطة التي تم طرحها كانت رؤية تجارية لتحقيق السلام، وأن تنفيذها سيتم بروية دون استعجال.
كما أكد أن واشنطن لن تمول أي استثمارات داخل غزة، مشيرًا إلى أن السيطرة على القطاع تُعامل كصفقة عقارية، وأنه لا حاجة لنشر قوات أمريكية هناك، وهذا التغيير جاء بعد تحركات دبلوماسية مصرية مكثفة لإجهاض أي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا.
ففي إطار جهود التنسيق العربي لبحث المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، أجرى وزير الخارجية المصري د. بدر عبد العاطي اتصالات مكثفة مع نظرائه العرب، شملت وزراء خارجية السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، سلطنة عمان، الأردن، العراق، الجزائر، تونس، موريتانيا والسودان.
ركزت المناقشات على تعزيز الموقف العربي الموحد، ورفض أي تحركات تهدف إلى إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، باعتبار ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا للسلام الإقليمي، وأكد الوزراء أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.
كما استعرض وزير الخارجية المصري الجهود المبذولة لضمان استدامة وقف إطلاق النار، وتسريع دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب خطة إعادة الإعمار دون المساس بحقوق الفلسطينيين في البقاء بأراضيهم.
وحظي الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين بتغطية موسعة في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، حيث وصفت “واشنطن بوست” الأمريكية التحركات المصرية بأنها ضغوط دبلوماسية مكثفة لإفشال المخطط، محذرة من أن تنفيذ التهجير سيؤدي إلى اضطرابات إقليمية خطيرة.
أما صحيفة “الجارديان” البريطانية، فأشارت إلى أن رفض مصر للاقتراح الأمريكي نابع من إدراكها للمخاطر التي قد تترتب على استقرار المنطقة، مؤكدة أن أي خطوة بهذا الاتجاه قد تفشل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتعيد إشعال الصراع.
وفي تقرير لوكالة “رويترز”، نُقل عن مسؤولين مصريين وصفهم لمخطط التهجير بأنه محاولة للتطهير العرقي، مشيرين إلى أن القاهرة لن تسمح بمثل هذه السياسات التي تمس حقوق الفلسطينيين وتضرب استقرار المنطقة.
كما أكدت وكالة “أسوشيتد برس” أن مصر تقود جهودًا دبلوماسية قوية لمنع أي تحركات تهدف إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة، معتبرة ذلك تصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن الإقليمي.