أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الإثنين، أنه يسعى إلى إبرام اتفاق مع أوكرانيا يمنح الولايات المتحدة وصولًا مميزًا إلى مواردها من المعادن النادرة، كجزء من شروط استمرار المساعدات الأميركية لكييف في حربها مع روسيا.
وفي حديثه للصحفيين من المكتب البيضاوي، أشار ترامب إلى أن واشنطن قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا كبيرًا لأوكرانيا، يفوق ما قدمه الحلفاء الأوروبيون، مشددًا على ضرورة تحقيق مكاسب اقتصادية من هذا الدعم، وأضاف أن الإدارة الأميركية تتفاوض مع الحكومة الأوكرانية لضمان تأمين إمدادات المعادن النادرة التي تُعد عنصرًا أساسيًا في الصناعات المتقدمة.
وأوضح ترامب أن كييف أبدت استعدادها لإبرام اتفاق يمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى هذه المعادن الحيوية، والتي تُستخدم في تصنيع التقنيات الحديثة، من السيارات الكهربائية إلى الأجهزة الإلكترونية، كما أشار إلى استمرار المحادثات بشأن إنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا، معربًا عن تفاؤله بالتوصل إلى حل ينهي ما وصفه بـ”الحرب العبثية”.
تُعرف المعادن الأرضية النادرة بأنها مجموعة من 17 عنصرًا تُستخدم في تقنيات متقدمة، وتشكل عنصرًا أساسيًا في الصناعة الحديثة، نظرًا لعدم توفر بدائل فعالة لها، ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن هناك 50 معدنًا تُعتبر ضرورية للاقتصاد الأميركي والأمن القومي، بما في ذلك الليثيوم والتيتانيوم والنيكل.
ورغم امتلاك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من هذه الموارد، إلا أنها لا تُصنّف ضمن أكبر خمس دول من حيث حجم المخزون. وفي المقابل، تمتلك الولايات المتحدة بعض الاحتياطات غير المستغلة، لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على الاستيراد، نظرًا لمحدودية قدراتها في استخراج ومعالجة المعادن النادرة.
وتبقى الصين اللاعب الأكبر عالميًا في إنتاج وتصدير المعادن الأرضية النادرة، مما يجعل تأمين مصادر بديلة أولوية إستراتيجية للولايات المتحدة، في ظل المنافسة الاقتصادية المتزايدة بين القوتين العالميتين.
