نتنياهو في واشنطن.. زيارة حاسمة قد تعيد رسم ملامح الشرق الأوسط

آمنة مجدي3 فبراير 2025آخر تحديث :
لقاء سابق بين نتنياهو وترامب

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في زيارة تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية حساسة، حيث يجري محادثات مكثفة حول التطورات في غزة ومستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.

وتأتي هذه الزيارة قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط حالة من الترقب لما قد تسفر عنه هذه الاجتماعات من قرارات مصيرية قد تؤثر بشكل مباشر على خريطة الصراع في المنطقة.

زيارة نتنياهو إلى واشنطن تعكس مدى قوة التحالف بين إسرائيل والإدارة الأمريكية، خاصة أنها تأتي في توقيت حساس يشهد استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس من خلال وسطاء دوليين، بهدف التوصل إلى تفاهمات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تشمل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في غزة ووضع حد للأعمال العسكرية المستمرة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.

نتنياهو يسعى من خلال هذه الزيارة إلى تأمين دعم أمريكي غير مشروط للسياسات الإسرائيلية، وضمان موقف حازم من واشنطن لمنع عودة حركة حماس إلى حكم القطاع بأي شكل من الأشكال، حتى لو تطلب الأمر استئناف العمليات العسكرية مجددًا.

كما يحاول الضغط على الإدارة الأمريكية لعدم تقديم أي حلول للقضية الفلسطينية تتعارض مع الرؤية الإسرائيلية، والتي تستند إلى بنود “صفقة القرن” التي طرحها ترامب سابقًا، والتي تمنح إسرائيل سيطرة واسعة على الضفة الغربية وتستبعد أي حلول تتعلق بعودة اللاجئين أو تقسيم القدس.

ملف إيران سيكون أيضًا في صدارة الملفات المطروحة على طاولة المباحثات، حيث تسعى إسرائيل للحصول على ضمانات أمريكية بمواصلة الضغط على طهران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، حتى لو تطلب الأمر اللجوء إلى الخيار العسكري.

كما أن موضوع تهجير سكان غزة سيظل حاضرًا، حيث يسعى نتنياهو إلى إبقاء المقترحات الأمريكية المتعلقة بإعادة توطين أكثر من مليون ونصف فلسطيني خارج القطاع ضمن الحسابات المستقبلية، رغم المعارضة الدولية الواسعة لهذه الفكرة.

ترامب من جانبه سيحرص خلال اللقاء على التأكيد على التزام بلاده بأمن إسرائيل كأولوية استراتيجية، مع ضمان عدم وجود أي تباينات جوهرية في المواقف بين الجانبين.

وفي المقابل، يعول نتنياهو على هذا اللقاء لإعادة ترتيب أوراقه السياسية داخليًا، خاصة في ظل الضغوط التي يتعرض لها من التيارات اليمينية المتطرفة في حكومته، والتي تهدد بانهيار الائتلاف الحاكم إذا لم يتم استئناف العمليات العسكرية ضد حماس بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.

هذه الزيارة قد تكون نقطة تحول في المشهد السياسي الإقليمي، إذ قد تؤدي إلى قرارات تعيد رسم التوازنات في المنطقة، وسط تساؤلات حول مدى قدرة الدول العربية والمجتمع الدولي على مواجهة التحركات الإسرائيلية المدعومة من واشنطن، وتأثير ذلك على مستقبل القضية الفلسطينية والاستقرار الإقليمي.

الاخبار العاجلة