أظهرت البيانات الأولية المستخرجة من مسجل بيانات الرحلة التابعة للخطوط الجوية الأمريكية، والتي اصطدمت بمروحية بلاك هوك فوق العاصمة واشنطن، أن الطائرة حاولت الارتفاع بشكل مفاجئ قبل لحظة الاصطدام مباشرة، في محاولة أخيرة لتجنب الكارثة.
وقالت ماري شيافو، المفتش العام السابقة في وزارة النقل، لشبكة CNN، إن هذا الارتفاع الطفيف يشير إلى أن الطاقم لم يلاحظ المروحية إلا قبل ثانية واحدة فقط من الاصطدام، مضيفة أن الطيارين حاولوا سحب الطائرة إلى الأعلى لكن الوقت لم يكن كافيًا لتفادي التصادم.
ويُعد التناقض في ارتفاع الطائرة والمروحية أحد المحاور الأساسية للتحقيقات، حيث كشفت البيانات الأولية أن الطائرة التجارية كانت تحلق على ارتفاع 325 قدمًا وقت الاصطدام، بينما أشارت معلومات مراقبة الحركة الجوية إلى أن المروحية كانت على ارتفاع 200 قدم، وهو فارق يثير تساؤلات حول مدى التزام المروحية بالارتفاعات المسموح بها في هذا الممر الجوي.
وكانت المروحية العسكرية في مهمة تدريبية تحاكي عمليات إجلاء حكومية طارئة عندما وقع الحادث، وتشير بيانات تتبع الرحلة إلى أنها ربما تجاوزت الحد المسموح به في الممر الجوي المحدد فوق نهر بوتوماك، ووفقًا لخرائط إدارة الطيران الفيدرالية، فإن الطائرات العمودية في هذه الممرات يجب أن تبقى عند 200 قدم أو أقل، ما يجعل هذا التجاوز المحتمل موضع تحقيق موسع.
ولا تزال السلطات تحاول جمع بيانات إضافية من المروحية لتحديد ارتفاعها بدقة لحظة الاصطدام، لكن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أنها قد تكون تجاوزت المسار المحدد لها، ومع استمرار التحقيقات، يبقى الغموض يحيط بالأسباب الحقيقية للحادث، وما إذا كان ناتجًا عن خطأ بشري أم خلل في تنظيم المجال الجوي للعاصمة الأمريكية.