عاشت جماهير كرة القدم المصرية بداية قوية لعمر مرموش في تجربته الاحترافية الجديدة مع نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، بعد انتقاله إليه قادماً من آينتراخت فرانكفورت الألماني مقابل 80 مليون يورو.
فبعد 48 ساعة فقط من اتمام الصفقة، أقنع النجم المصري مدرب مانشستر سيتي، بيب جوارديولا، بإشراكه أساسياً في مباراة القمة ضد تشيلسي، وضمن الجولة التي جمعت الفريقين في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولم يخذل مرموش مدربه الجديد، وقدم أداءً مثالياً طيلة 74 دقيقة، وهي المدة التي لعبها أساسياً، حيث تم توظيفه في مركز الجناح الأيسر بجوار النجمين إيرلينج هالاند وفيل فودين.
واحتاج مرموش إلى دقائق معدودة ليصنع فرصته الخطيرة الأولى على المرمى، ثم نجح في هز الشباك بتوغل مماثل، قبل أن يتم إلغاء الهدف بداعي التسلل.
لكن بشكل عام، كان الظهور الأول للنجم المصري إيجابياً للغاية، وأعطى بعض الملامح عن أفكار جوارديولا حول كيفية توظيفه.
أثارت مسألة مركز ودور مرموش مع مانشستر سيتي تساؤلاتٍ عديدةً في أذهان الجماهير والنقاد على حد سواء.
وتخوف البعض من أن يتحول اللاعب إلى “خوليان ألفاريز جديد” في مانشستر سيتي، وهو اللاعب الشاب الذي جاء بإمكانيات هائلة، لكن وجود إرلينج هالاند، وتفضيل جوارديولا اللعب بمهاجم وحيد، جعلاه ضحية، رغم أرقامه التهديفية الإيجابية.
إلا أن مرموش، وكأنه شعر بقلق متابعيه والتساؤلات حول مركزه مع سيتي، رد بشكل ضمني أثناء تقديمه، وقال إنه يجيد اللعب في كل مراكز الهجوم تقريباً، كرأس حربة أو مهاجم ثانٍ أو جناح، وحتى كلاعب وسط مهاجم.
ورغم تألقه هذا الموسم مع فرانكفورت كمهاجم صريح، فإنه أجاد بشكل لافت كجناح أيسر ضد تشيلسي، بفضل توغلاته وتحركاته المستمرة حول وداخل منطقة الجزاء.
لم يتجاهل الزملاء تألق مرموش، حيث أشاد به هالاند بقوة عقب الفوز على تشيلسي، واختصه جوارديولا بالمديح بسبب تحركاته وانسجامه السريع مع لاعبي سيتي، على عكس عبد القدير خوسانوف الذي شارك هو الآخر بعد أيام قليلة من انتقاله رسمياً، ولكنه قدم عرضاً كارثياً.
أمام تشيلسي، عانى سيتي من الغيابات، حيث كان دوكو غير متاح بسبب الإصابة، وقرر بيب إبقاء الثلاثي دي بروينه وسافينيو وجريليش على مقاعد البدلاء لعدم اكتمال الجاهزية أو عدم الملائمة للخطة، مما منح مرموش الفرصة.
ويحب بيب جوارديولا التدوير، ومع الإصابات العديدة هذا الموسم التي أثرت على مستوى الفريق، لعبت دوراً في تراجعه الكبير على صعيد الأداء والنتائج، أصبح الأمر إجبارياً في بعض الأحيان.
لذا، فإن خطة 4-3-3 المستخدمة ضد تشيلسي قد تتغير، ويعود المدير الفني الكتالوني لأسلوب 4-2-3-1، وهنا قد يستمر مرموش يسار الهجوم بجوار دي بروينه وجناح آخر، أو يلعب خلف هالاند لإفساح المجال لسافينيو وفودين ودوكو على الأجنحة، أو قد نرى بيب يلجأ للعب بخطة 4-4-2 ويوظف المصري وهالاند معاً في الأمام.
تقول لغة الأرقام إن مرموش يقدم أفضل ما عنده كمهاجم، حيث سجل 19 هدفاً وصنع 11 تمريرة حاسمة من هذا المركز في مسيرته مع فرانكفورت هذا الموسم، مقابل هدف وحيد وصناعتين من مركز الجناح الأيسر.
وبالتأكيد، فإن بيب وجهازه الفني على دراية بتلك الأرقام من قبل تحركه لضم النجم السابق لآينتراخت.
الآن، وبعد دخوله مباشرة في معمعة موسم سيتي المضطرب، سيكون مرموش مع تحدٍ جديد لإثبات نفسه مع أحد أفضل مدربي العالم.
سواء بنجاح الكتالوني في العثور على المكان الأنسب له بعيداً عن مركز هالاند المقدس، أو أن ينجح المصري في إجباره على تغيير قناعاته وخططه من أجل توظيفه في مركزه الذي تألق فيه مع فرانكفورت كرأس حربة صريح وحر.
ولكن، يبقى وضع سيتي المتذبذب وظروفه الحالية عاملاً حاسماً سيتحكم في الأشهر الستة الأولى لمرموش في مانشستر، وربما يكون الموسم المقبل هو انطلاقته الحقيقية، والحالي فرصة للتأقلم وإثبات أنه يستحق الفرصة لأن يلعب في مركزه الأفضل والأنسب، بغض النظر عن بقية النجوم والأسماء.