شهدت أسواق المال الأمريكية أسبوعًا استثنائيًا، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية قفزات هائلة تُعيد للأذهان فترات الازدهار الاقتصادي، فقد حققت البورصة مكاسب أسبوعية لم تشهدها منذ عقود، تحديدًا منذ عام 1985 في بداية الولاية الثانية للرئيس رونالد ريجان.
حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة تقارب 2%، وصعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2,2%، بينما حقق مؤشر داو جونز الصناعي أعلى المكاسب بنسبة 2,5%، مما يضع الأسس لانطلاقة قوية في عهد الرئيس ترامب.
ورغم ظهور بعض عمليات جني الأرباح في جلسة الجمعة، إلا أن التأثير كان محدودًا، حيث تمكنت بعض الشركات العملاقة من الحفاظ على مكاسبها، فقد ارتفع سهم ألفابت، الشركة الأم لجوجل، بنسبة 1,2% ليُسجل رقمًا قياسيًا جديدًا عند 201,9 دولار.
يُظهر الارتفاع المُطّرد في قيمة سهم شركة ميتا (فيسبوك سابقًا) ثقة المُستثمرين المُتزايدة في استراتيجية الشركة الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث سجّل السهم أعلى مُستوى له على الإطلاق بوصوله إلى 647.5 دولارًا، مُحقّقًا ارتفاعًا بنسبة 1.7%.
ويعكس هذا الارتفاع الإيجابي ردّة فعل السوق المُتفائلة تجاه إعلان مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي للشركة، عن خطط استثمارية ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي.
تشمل زيادة الإنفاق الرأسمالي للشركة بنسبة كبيرة تصل إلى 65% مُقارنة بالعام الماضي، ليُتراوح إجمالي الإنفاق بين 60 و 65 مليار دولار، هذا الالتزام القوي من ميتا بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي يُعزّز مكانتها في هذا المجال التنافسي ويُبشّر بمُستقبل واعد للشركة.
وتلقى السوق الأمريكي دعمًا إضافيًا من تصريحات الرئيس ترامب التي تُشير إلى نيته تبني سياسات اقتصادية تُحفز النمو، حيث أكد دعمه لتخفيض أسعار الفائدة بشكل أسرع.
بالإضافة إلى العمل على خفض أسعار النفط من خلال الضغط على منظمة أوبك لزيادة الإنتاج.
وقد أوضحت شركة Vital Knowledge في تقرير حديث أن الأسواق تُبدي تفاؤلًا حذرًا تجاه هذه السياسات، خاصةً مع عدم فرض تعريفات جمركية كبيرة حتى الآن، مما يُخفف من المخاوف بشأن تأثيرها المحتمل على التضخم.
