فيرمينو.. بين التألق كبديل والتوهان كأساسي: هل وجد الأهلي الحل في “الجوكر” البرازيلي؟

محمد مصطفى21 يناير 2025آخر تحديث :
روبرتو فيرمينو مع الاهلي

يُثير أداء النجم البرازيلي روبرتو فيرمينو، المنضم إلى صفوف النادي الأهلي السعودي في صفقة مدوية قبل موسمين، الكثير من التساؤلات والتكهنات، حيث يُلاحظ تذبذب واضح في مستواه بين المباريات التي يبدأها أساسيًا وتلك التي يشارك فيها كبديل.

فبينما يُقدم أداءً مُميزًا وفعّالًا كلما نزل إلى أرض الملعب كبديل، يبدو تائهًا وغير مؤثر عندما يبدأ المباراة ضمن التشكيلة الأساسية.

على الرغم من المهارات الفردية العالية التي يتمتع بها فيرمينو، والخبرة الكبيرة التي اكتسبها من خلال مسيرته الاحترافية مع نادي ليفربول الإنجليزي ومنتخب البرازيل، فإنه لم يُقدم الأداء المنتظر منه كلاعبٍ أساسيٍّ في تشكيلة الأهلي حتى الآن.

ففي أغلب المباريات التي بدأها أساسيًا، ظهر بعيدًا عن مستواه المعهود، وغير قادرٍ على صناعة الفارق أو هزّ الشباك بالشكل المطلوب، حيث يُعاني فيرمينو عندما يلعب أساسيًّا من صعوبةٍ في التكيّف مع إيقاع المباراة منذ البداية.

ويبدو كأنه مُنفصلٌ عن باقي زملائه في الفريق، ولا ينسجم مع طريقة لعبهم، ما يُقلل من فاعليته وتأثيره على مجريات اللقاء، وقد سجل فيرمينو مع الأهلي حتى الآن أهدافاً قليلة مقارنة بما كان يُقدمه مع ليفربول.

وعلى النقيض تمامًا، يتحوّل فيرمينو إلى لاعبٍ مُختلفٍ تماماً كلما حل بديلًا في الشوط الثاني، ففي هذه الحالة، يُصبح أكثر حيويةً ونشاطًا، ويُسهم بشكلٍ فعّالٍ في صناعة اللعب وتسجيل الأهداف.

يُشكّل إضافةً هجوميةً قويةً للفريق، حيث يُلاحظ عليه ديناميكية أكبر وقدرة على الاختراق وخلق الفرص، ما يُثير التساؤل حول سر هذا التحول الكبير في الأداء.

ويُفسّر البعض هذا التناقض الواضح في أداء فيرمينو بين اللعب أساسيًا واللعب كبديل بأنّ اللاعب يستفيد من انخفاض رتم المباراة في شوطها الثاني.

ما يُتيح له مساحات أكبر للتحرك وإظهار مهاراته، واستغلال المساحات التي تُترك خلف المدافعين المُرهقين، كما أن دخوله كبديلٍ يُحرّره من الضغط النفسي المُصاحب للعب كأساسيٍّ، ويُتيح له اللعب بحريةٍ أكبر، والتعبير عن نفسه دون قيود، ما يُساعده على إظهار أفضل ما لديه.

في ظلّ هذا التناقض الواضح في أداء اللاعب، يبدو أن الحلّ الأمثل لمشكلة فيرمينو يكمن في إبقائه كـ “كارتٍ رابحٍ” على مقاعد البدلاء، أو بمعنى أدق لاعب جوكر يغيّر مُجريات المباراة.

فعندما يدخل فيرمينو في الشوط الثاني، يكون قادرًا على استغلال إرهاق لاعبي الخصم، وصناعة الفارق بمهاراته الفردية العالية، ورؤيته الثاقبة للملعب، ما يُعطي الفريق دفعة قوية في اللحظات الحاسمة من المباراة.

كما أن تقدّمه في السنّ (33 عامًا) يجعل من الصعب عليه الحفاظ على لياقته البدنية طوال 90 دقيقة؛ ما يُؤثّر في أدائه عندما يلعب أساسيًّا، ويُفقده جزءًا من حيويته ونشاطه.

قد تُواجه هذه الاستراتيجية عقبةً ماليةً، حيث يتقاضى فيرمينو راتبًا سنويًّا ضخمًا؛ ما يجعل من الصعب تبرير إبقائه على الدكة كبديل، خاصةً في ظلّ التوقعات الكبيرة المُعلّقة عليه كلاعبٍ أساسيٍّ، لكن في النهاية.

يجب أن تكون المصلحة الفنية للفريق هي المعيار الأساسي لاتخاذ القرارات، بغض النظر عن الاعتبارات المالية، فالفوز بالمباريات وتحقيق البطولات هو الهدف الأسمى.

وإذا كان تحقيقه يتطلّب إشراك فيرمينو كبديلٍ، فلا بُدّ من اتخاذ هذه الخطوة، لكن يبقى البحث عن بديل أساسي له في التشكيلة الأساسية معضلة.

الاخبار العاجلة