أعرب سكان بعض مدن الجنوب السوري عن استيائهم الشديد بعد عدم استجابة المسؤولين في الحكومة السورية الجديدة لنداءاتهم المتكررة بشأن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضدهم، ورغم المناشدات العديدة من قبل المواطنين، إلا أن الحكومة لم تتحرك بشكل فاعل لوقف هذه الاعتداءات التي تطال مدنهم بشكل يومي.
وكشفت مصادر محلية في المنطقة عن استمرار المماطلة من جانب المسؤولين في التعامل مع مطالبهم، خاصة فيما يتعلق بعقد لقاء مع القيادة العليا لشرح الوضع الراهن وما يتعرضون له من ممارسات إسرائيلية، وأشارت المصادر إلى أن هناك إهمالًا واضحًا من قبل السلطات في التعامل مع هذه القضايا الملحة.
وقد زاد غضب المواطنين في جنوب سوريا بعد رفض وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة، محمد عبد الرحمن، لقاء ممثلين عن مدينة البعث خلال زيارته الأخيرة، بعدما علم أن الموضوع سيتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة، الوزير برر رفضه بأن الحكومة لديها أولويات أخرى، مركّزة على فرض الأمن في مناطق أخرى.
تزامن هذا الرفض مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في المدينة، حيث قام الجيش الإسرائيلي بتجريف الأراضي، وتدمير الطرق، وهدم المنازل، ما أدى إلى تفاقم المعاناة، وأكدت المصادر أن القوات الإسرائيلية قد توغلت في أراضي مدينة القنيطرة بعمق يصل إلى 10 كيلومترات، محوّلة مقر المحافظة إلى قاعدة عسكرية.
وفي السياق نفسه، تستمر القوات الإسرائيلية في توسيع رقعة توغلاتها في الجنوب السوري، حيث احتلت ما يزيد عن 500 كيلومتر مربع من الأراضي في محافظات القنيطرة ودرعا، في الوقت الذي تواصل فيه إرسال مزيد من المعدات العسكرية إلى تلك المناطق.