شهدت أسعار الذهب انخفاضًا طفيفًا في البورصات العالمية صباح اليوم الأربعاء، حيث تأثرت بتقلبات سوق العملات، وخاصة بزيادة مؤشر الدولار وعوائد السندات الأمريكية، في المعاملات الفورية، تراجع سعر الذهب بنسبة 0.1% ليصل إلى 2647.6 دولارًا للأوقية، بينما انخفضت أسعار العقود الآجلة للذهب بحوالي 0.2% لتسجل 2660.30 دولارًا.
في حديثه مع وكالة رويترز، أوضح كلفن وونغ، كبير محللي أسواق آسيا والمحيط الهادئ في مؤسسة أواندا، أن الزيادة في مؤشر الدولار كانت العامل الأساسي وراء تراجع الذهب، حيث يشير هذا المؤشر إلى أداء العملة الأمريكية مقابل مجموعة من العملات العالمية.
هذا الارتفاع في الدولار يجعل تكلفة الاحتفاظ بالذهب مرتفعة بالنسبة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما يؤدي إلى الضغط على أسعار المعدن الأصفر، كما كان لارتفاع عوائد السندات الأمريكية إلى أعلى مستوياتها في ثمانية أشهر تأثير كبير على السوق، حيث دفع المستثمرين إلى بيع الذهب من أجل توجيه الأموال نحو السندات التي تقدم عوائد أعلى.
أدت البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخرًا، والتي أظهرت زيادة في عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة خلال نوفمبر، إلى تعزيز التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي قد يتبنى سياسة أبطأ في خفض أسعار الفائدة خلال عام 2025.
وقد أثر ذلك بدوره على معنويات السوق بشأن الذهب، مما يعزز فكرة أن الفيدرالي الأمريكي قد يواصل زيادة الفوائد بوتيرة أقل، مما يحد من جاذبية المعدن الأصفر.
فيما يخص التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب، أشار وونغ إلى أن التقليل المتوقع في تخفيضات الفائدة على الدولار قد يدفع الذهب إلى التحرك ضمن نطاق ضيق، وهذا التوجه قد يضغط على الأسعار بشكل أكبر على مدار العام.
وفيما يخص تقديرات بنك “جولدمان ساكس”، فقد تراجع عن توقعاته السابقة لأسعار الذهب في 2025، بعد أن كان يتوقع وصوله إلى مستوى 3000 دولار للأوقية في نهاية العام، ليعدل توقعاته الآن إلى منتصف 2026، مرجعًا ذلك إلى عدم قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمعدل كبير، مما سيؤثر على الطلب على الذهب كملاذ آمن.