قبل أن يبدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب فترة ولايته الثانية، أشعلت تصريحاته المتكررة عبر منصته “تروث سوشال” موجة واسعة من الجدل.
كلماته المستفزة والمثيرة للانتقادات قد تفتح الباب أمام أزمات دبلوماسية جديدة، خاصة مع دول لطالما اعتُبرت شريكة لواشنطن.
وفي أحدث تعليقاته، انتقد ترامب إدارة قناة بنما، معتبرًا أن الرسوم المفروضة على السفن الأمريكية غير عادلة، ولم يكتفِ بذلك، بل هدد بإعادة السيطرة الأمريكية على القناة، التي وصفها بأنها حيوية للأمن القومي لبلاده.
ورغم أن القناة تُعد من أبرز الإنجازات الهندسية في العالم وتديرها بنما منذ سنوات، أصر ترامب على الإشارة إلى مخاوفه من نفوذ الصين المحتمل في المنطقة، وجاء الرد من الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، الذي شدد على أن سيادة بلاده غير قابلة للتفاوض، مؤكدًا أن القناة ستظل تحت إدارة بنما بالكامل.
تصريحات ترامب لم تتوقف عند بنما، إذ أثار موجة غضب جديدة بعدما عبر عن نيته شراء جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، وأشار إلى أن السيطرة الأمريكية على الجزيرة ضرورية لحماية الأمن القومي ولتعزيز حرية العالم.
رد رئيس وزراء جرينلاند كان قاطعًا، حيث أكد أن الجزيرة ليست للبيع ولن تكون كذلك أبدًا، مشددًا على أن سكانها هم أصحاب القرار الوحيد بشأن مستقبلها، وفكرة شراء جرينلاند ليست جديدة على ترامب؛ فقد طرحها خلال ولايته الأولى في 2019، لكنها قوبلت آنذاك بالرفض والسخرية من قبل المسؤولين الدنماركيين.
وفي خطوة مثيرة للاستغراب، دعا ترامب أيضًا إلى ضم كندا إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن العجز التجاري الكبير بين البلدين يجعل من هذا الخيار حلاً مثاليًا، وأضاف أن دمج كندا كولاية أمريكية سيعود بالنفع على الشعبين، حيث سيؤدي إلى تخفيض الضرائب وإلغاء التعريفات الجمركية، بالإضافة إلى توفير الحماية من التهديدات الصينية والروسية، وتصريحاته هذه قوبلت بانتقادات حادة في كندا، حيث وصفها الكثيرون بأنها استفزاز واضح وانتهاك للسيادة الوطنية.
