عقاب الذات أحد الحالات النفسية العصيبة، تنتج عن شعور المصاب بالذنب تجاه موضوع أو شخص ما أو إحساسه بعدم الرضا عن نفسه النفس وضعف الكفاءة، وقد أشار استشاري الطب النفسي الدكتور إسماعيل صادق، إلى أن هذه الحالة النفسية تكون وليدة الضغوط النفسية الداخلية والتي تعزز شعور اللوم لديه، فيؤدي ذلك لإيذاء الفرد نفسه جسدياً ونفسياً، ونعرض في السطور القليلة القادمة مجموعة المعلومات المتوفرة حول هذه الحالة النفسية.
الأعراض النفسية لعقاب الذات
تتعدد الأعراض التي تؤدي إلى إصابة الناس بحالة عقاب الذات وجلد النفس، ومن هذه الأعراض نورد ما يلي:
- الشعور بالذنب، فيشعر الشخص بالذنب تجاه مواقف لا تحتاج هذا الشعور، كما يترافق بالإحساس بعدم الكفاءة، وعدم استحقاقه الأشياء التي بحوزته.
- نقد الذات بشكل مبالغ فيه، فيجلس ويؤنب نفسه على أبسط الأمور والأخطاء، ويجلد نفسه لعدم قدرته على إعادة الوقت وتغيير المجريات.
- التركيز على السلبيات في حياته، وتجاهله كلياً لكل الإيجابيات التي يمتلكها.
- رغبته المستمرة بجلد نفسه وإيذائها للتخلص من مشاعره وآلامه وأفكاره الدائمة باللوم وتأنيب الضمير.
- الإصابة باكتئاب حاد وقلق وتوتر شديد، ويمكن أن يصل للإحباط، وفقدان الشغف، وإيذاء النفس نفسياً وجسدياً.
أسباب عقاب الذات
غالباً ما تكون حالة عقاب الذات انعكاس للمشاعر الداخلية التي يكبتها الفرد، فيكون شاعر بالذنب تجاه موضوع ما، فيرفض أن يسامح نفسه أو ينسى خطأه، ويعمل للتكفير عن ذنبه بشتى السبل دون الوصول إلى طريقة ترضيه، وقد تكون الحالة عبارة عن مشاعر تراود هذا الشخص بعدم استحقاقه للحياة بسعادة أو حتى النجاح وبلوغ أهدافه المنشودة، فيقوم بتبني مواقف، والتصرف بسلوكات تضره وتضر من حوله بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد أشار الأخصائي والطبيب بالأمراض النفسية إلى أن هناك مجموعة من الأسباب التي قد تسبب الإصابة بهذه الحالة النفسية، ومنها نذكر هذه الأسباب:
- الإصابة بأزمة وصدمة نفسية في الطفولة نحو النقد المبالغ فيه من أحد الوالدين أو كلاهما أو تعرضه للإهمال منهما.
- عدم قدرة الشخص من تحقيق أهدافه نتيجة عوائق شخصية أو اجتماعية تولد لديه مشاعر بعدم المقاومة ومعاقبة الذات.
- الفشل المتكرر في العلاقات الاجتماعية يولد لهم شعور سلبي.
- التعرض للتنمر أو الرفض من المجتمع يولد لديهم شعور بعدم الاستحقاق ولون النفس.
علاج عقاب الذات
لا بد من علاج الأشخاص المصابين بحالة عقاب الذات وجلد النفس من خلال الدعم النفسي، حيث يساعد العلاج النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي، من تحديد الأفكار السلبية التي تدور في ذهن هذا الشخص وإعادة صياغتها من جديد لتكون إيجابية، وينصح مقدمي الرعاية الصحية الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بهذه الحالة.
- التواصل مع أشخاص قادرين على دعمه نفسياً نحو أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء بهدف تعزيز شعور القيمة الذاتية للمريض، وتخطي المشاعر السلبية التي تراوده.
- من الوسائل الأخرى التي تساعد المريض بناء محيط اجتماعي صحي من تخطيه للمشاعر التي تراوده والتخلص منها.
- ممارسة العادات الصحية نحو الاهتمام بالهوايات التي تبعد المريض عن التفكير بجلد النفس، وتعزز احترامه لذاته، وممارسة الرياضة، وتمرين النفس على تقبل الذات واعتبار الخطأ الطريق المعبد لطريق الصواب، فالأخطاء ليست سوى جزء طبيعي من التجربة الإنسانية.
