في خطوةٍ غير مسبوقةٍ منذ تأسيسها أعلنت هيئة تحرير الشام، الجبهة النصرة سابقًا، عن تغييرٍ جذريٍ في هويتها، فقد نشرت الهيئة بيانًا رسميًا اليوم الخميس، كشفت فيه عن الاسم الحقيقي لقائدها، أبو محمد الجولاني، وهو أحمد الشرع، جاء هذا الإعلان بالتزامن مع إعلان الهيئة عن سيطرتها على مدينة حماة، ثالث أكبر مدن سوريا، وذلك بعد انسحاب قوات النظام السوري.
في بيانها، هنأت الهيئة أهالي حماة بالنصر، مستخدمةً الاسم الحقيقي لقائدها، أحمد الشرع، في إشارةٍ واضحةٍ إلى هذا التغيير الهوياتي، وبحسب مصادر مطلعة، فإن اسم أبو محمد الجولاني ليس سوى اسم حركي، وقد قرر الجولاني الظهور باسمه الحقيقي كجزءٍ من خطةٍ أوسع لتغيير صورة الهيئة وتقديم نفسها كقوةٍ جديدةٍ في المشهد السوري.
أشارت المصادر إلى أن هذا التغيير يأتي تنفيذًا لما أعلنه الجولاني في حلب مؤخرًا، حيث تحدث عن نية الهيئة حل نفسها وتبني هوية جديدة، وتسعى الهيئة من خلال هذا التحول، إلى كسب تأييد القوى المعارضة الأخرى وتقديم نفسها كشريكٍ في عملية الحل السياسي في سوريا.
لقد بدأ الجولاني بتطبيق هذه الاستراتيجية في محافظة إدلب قبل نحو عامين، حيث قام بتشكيل حكومة إنقاذ لتقديم الخدمات الأساسية للسكان، مثل الكهرباء والماء والتعليم، كما عمل على إعادة تأهيل البنية التحتية وتنظيم الأنشطة الثقافية والرياضية، وتهدف الهيئة الآن إلى تكرار هذه التجربة في مدينة حلب، ولكن تحت اسمٍ جديدٍ وهيكلٍ تنظيميٍ مختلف.
يعتقد مراقبون أن هذا التحول يهدف إلى تمهيد الطريق أمام الهيئة للعب دورٍ سياسيٍ أكبر في سوريا، والتعاون مع القوى الدولية والإقليمية في إيجاد حل للأزمة السورية، ومع ذلك فإن هناك شكوكًا حول مدى جدية هذا التغيير، وهل هو مجرد تكتيك سياسي أم أنه يعكس تغييرًا حقيقيًا في أيديولوجية الهيئة وأهدافها.
