ارتفعت أسعار الذهب خلال تداولات الأمس بحوالي 50 دولارًا، حيث شهدت محاولات من الذهب لاستعادة مكانته كملاذ آمن في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية المتصاعدة، لكن السؤال الأهم في هذه اللحظة هو: هل تعتبر هذه التحركات انعكاسًا لحالة خوف حقيقية في الأسواق، أم أن الوضع بعيد عن أن يكون كارثيًا؟
بالنظر إلى حركة أسعار النفط، فقد شهدت ارتفاعًا طفيفًا، لكن الزيادة كانت محدودة للغاية ولم تعوّض الخسائر التي تم تسجيلها يوم الجمعة الماضي، أما في جانب السياسة الأمريكية، فإن موقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب يبدو واضحًا، حيث وعد بتقليص الدعم الأمريكي الموجه لأوكرانيا، مما يعني أن التوترات الحالية قد تكون مؤقتة ولا تعكس حالة طويلة الأمد من الاضطراب.
من الناحية الفنية، الحركة التي شهدناها في الأسعار أمس كانت ضعيفة، إذ افتقدت للكثير من الزخم الإيجابي الحقيقي، الأسعار ارتفعت لكن دون أن تشهد اختراقات واضحة للمستويات المهمة أو إشارات قوية تدل على تحرك قوي للسوق، بالإضافة إلى ذلك اليوم تفتقر الأسواق للبيانات الاقتصادية المهمة التي قد تؤثر بشكل مباشر على تحركات الذهب، ما يفتح الباب أمام المزيد من التقلبات الناتجة عن التفاعل الفني والتحركات التي قد تنشأ من البنوك وصناع السوق.
في هذا السياق، يظل الخيار الأفضل للمضاربة اليومية هو التركيز على التحليل الفني، مع الأخذ في الحسبان أن تحركات الأسعار قد تكون مدفوعة بالعوامل التقنية أكثر من الأساسيات في الوقت الحالي، وبالنسبة للاستثمار والادخار في الذهب، يبقى المعدن الأصفر خيارًا جذابًا كملاذ آمن، لكنه يحتاج إلى مراقبة دقيقة لمستوى التوترات السياسية والاقتصادية في الأشهر القادمة.
بالنسبة للمستويات السعرية للذهب، يجب متابعة تحركاته حول مستويات الدعم والمقاومة المهمة، حيث تتيح هذه المعلومات فرصة لتحديد النقاط التي قد تشهد تحركات قوية في السوق.
