تستعد حديقة الحيوان بالجيزة، التي أمر الخديوي إسماعيل بإنشائها وافتُتحت عام 1891، للاحتفال بمرور 135 عامًا على تأسيسها، فهي تُعتبر من أقدم وأعرق حدائق الحيوان في الشرق الأوسط وأفريقيا.
حيث كانت تُعرف بـ “جوهرة التاج” بين حدائق الحيوان الأفريقية، لما تميزت به من تنوع فريد وجمال طبيعي، واليوم، تشهد الحديقة تحولًا جذريًا يُعيدها إلى مكانتها اللائقة في عالم حدائق الحيوان الحديثة.
بدأت أعمال التطوير الشاملة في يوليو 2023، بهدف تحديث البنية التحتية والمرافق، وتحسين بيئة الحيوانات لتتوافق مع أعلى المعايير الدولية، كما يهدف التطوير إلى توفير تجربة ترفيهية وتعليمية مُثمرة للزوار.
ومن المُتوقع أن تنتهي أعمال التطوير بعد شهر سبتمبر المُقبل وقبل نهاية العام الجاري، وفقًا لمصادر مسؤولة في الحديقة، وتدرس الجهات المعنية أيضًا تعديل أسعار تذاكر الدخول بما يتناسب مع مستوى التطوير والخدمات الجديدة، دون تحديد سعر نهائي حتى الآن.
تقع الحديقة على مساحة تقارب 80 فدانًا بالقرب من نهر النيل في شارع ديجول، وقد كانت في الأصل مُتنفسًا خاصًا للعائلة المالكة وضيوفها، ثم أصبحت وجهة عامة للمصريين والزوار من جميع أنحاء العالم.
وتشتهر الحديقة بتنوعها البيولوجي الغني، حيث تضم مجموعة واسعة من الحيوانات والنباتات النادرة من مختلف قارات العالم، مما يجعلها كنزًا طبيعيًا فريدًا يجذب ملايين الزوار سنويًا.
في أوائل القرن العشرين، اكتسبت الحديقة شهرة عالمية كواحدة من أجمل حدائق الحيوان في العالم، وذلك بفضل تصميمها المعماري المُميز الذي يجمع بين الأصالة والحداثة.
ومن أبرز معالمها الجسور المُعلقة التي صممها المهندس الفرنسي الشهير ألكساندر جوستاف إيفل، مُصمم برج إيفل في باريس، مما يُضفي عليها لمسة تاريخية وهندسية فريدة.
يوجد داخل الحديقة متحف تأسس عام 1906، يضم بيت الزواحف الذي يعرض أنواعًا نادرة من الثعابين والسحالي، وبيت الطيور الذي يُمكن الزوار من مُشاهدة طيور نادرة ومهددة بالانقراض.
بالإضافة إلى بيت الفيل الذي يُعد من أكثر الأماكن جذبًا للزوار، وخاصة الأطفال، كما تحتضن الحديقة أيضًا مجموعة متنوعة من الأشجار والنباتات النادرة التي جُلبت من مناطق مُختلفة من العالم، من بينها شجرة “التين البنغالي” التاريخية التي تعود إلى زمن إنشاء الحديقة، مما يُضفي عليها طابعًا تاريخيًا مميزًا.
لم يقتصر دور الحديقة على الترفيه فقط، بل لعبت دورًا مهمًا في البحث العلمي والتعليم، حيث تُجرى فيها أبحاث مُتخصصة حول سلوك الحيوانات وتكاثرها، كما تُعد مركزًا لبرامج التوعية البيئية التي تُساهم في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الحياة البرية.
وفي إطار التطوير الحالي، تُركز إدارة الحديقة على توفير بيئة مُناسبة للحيوانات تُراعي معايير الرفق بالحيوان، بالإضافة إلى تطوير البرامج التفاعلية للزوار.