مبادرة فصيح: الاستثمار المبكر في اضطرابات اللغة لتحسين المستقبل الاقتصادي والاجتماعي

آمنة مجدي20 يناير 2025آخر تحديث :
مبادرة فصيح

في إطار التعاون بين المهيدب لخدمة المجتمع وشركة ينمو، أطلقت مبادرة فصيح برنامجًا مجتمعيًا فريدًا يهدف إلى معالجة اضطرابات اللغة في المملكة العربية السعودية.

وأظهرت الدراسات الحديثة التي أجرتها المبادرة أن غياب التدخل المبكر في اضطرابات اللغة قد يُكلّف الأفراد ما يصل إلى 1.8 مليون ريال سعودي على مدار حياتهم، بينما يُحقق الاستثمار في الكشف والتدخل المبكر عائدًا اقتصاديًا يصل إلى 8 ريالات مقابل كل ريال يُنفق.

من خلال تطبيق “ينمو طفلي”، تمكنت المبادرة من تقديم خدمات مجانية للكشف المبكر لأكثر من عشرة آلاف طفل من مختلف المناطق السعودية، وقد ساهم هذا النموذج الرقمي في توفير دعم سهل الوصول وفعّال للعائلات، مما ساعد على تعزيز الكشف عن الاضطرابات اللغوية والتدخل الفوري لمعالجتها.

شارك فريق بحثي متخصص من جامعات سعودية وعالمية، مثل جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة بنسلفانيا، في دعم المبادرة عبر إجراء دراسات اقتصادية واجتماعية معمقة حول تأثير اضطرابات اللغة، وكشفت إحدى الدراسات أن الأعباء المالية لهذه الاضطرابات تشمل انخفاض دخل الأسر وزيادة الاعتماد على الرعاية الاجتماعية، إلى جانب ارتباطها بسلوكيات خطرة، حيث أظهرت إحصائيات دولية أن معظم النزلاء في السجون يعانون من اضطرابات لغوية، مما يُبرز التكاليف المجتمعية غير المباشرة لهذه المشكلة.

تؤكد النتائج أن السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل تُعد مرحلة حاسمة، حيث ينمو خلالها الدماغ بنسبة تتجاوز 80%، والاستثمار في التدخل خلال هذه الفترة يُعزز المهارات اللغوية والاجتماعية، مما يُخفف الأعباء العلاجية والتربوية المستقبلية ويُسهم في بناء مجتمع أكثر ازدهارًا.

وتتماشى أهداف مبادرة فصيح مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تعزيز تنمية رأس المال البشري عبر دعم برامج الطفولة المبكرة وتوسيع الخدمات الصحية والتعليمية، كما دعت الدراسة إلى تبني سياسات وطنية للكشف المبكر، إلى جانب تدريب الكوادر المتخصصة وإطلاق حملات توعوية لتقليل الوصمة المرتبطة بهذه الاضطرابات.

الاخبار العاجلة